الأحد 2017-10-15 15:05:11 أخبار اليوم
سامحونا

رسام محمد

طغت الرياضة على أروقتنا المحلية فتجاوزت حيزها الرياضي لتأخذ ابعادا سياسية واقتصادية واجتماعية ووطنية بشكل عام.

هؤلاء الشباب اعادوا تشكيل الوحدة الوطنية التي اراد اعداء الوطن تمزيقها.‏

منتخب كرة القدم هو مجموعة من الشباب المؤمنين بسوريةجاؤوا من كل أنحاء البلاد ومن الغربة ليحموا ويحملوا علم الوطن في المحافل الكروية.‏

إنها رحلة نجاح كنا نحلم بأن تكتمل لكن الدروس المستقاة منها أكثر من أن تحصى وإذ يقول أحدهم ولو من قبيل المبالغة: (لو تأهلوا الى كأس العالم لانتهت الحرب) في إشارة الى حالة الوحدة الوطنية التي أوصلتنا اليها نتائج وعروض المنتخب.‏

بخلاصة بسيطة لقد أمكن لأحد عشر لاعبا على أرض الملعب أن يؤثروا على شعب بأكمله ولربما أقيظوا الشعور القومي المتراجع .‏

والسؤال هنا أليس بإمكاننا تحقيق المزيد من قصص النجاح في الرياضة والعلم والثقافة والفن ؟‏

أليس بإمكان الحكومة والوزارات أو المؤسسات أن تصوغ قصص نجاح توحد قلوب السوريين وتفرحهم؟‏

إن الثروة الحقيقية في سورية هي الإنسان وعندما شعر هؤلاء الشباب بعظمة المسؤولية تحولوا الى»حماة للديار» وليس سرا ما يتداوله الجميع من ان الانجاز جاء من اللاعبين أنفسهم وليس من بطولات ولا من حسن أداء القيادة الرياضية!‏

نحن كمواطنين نحلم ان يكون لدينا ثلاث وعشرون وزيرا يشعرون بالمسؤولية تجاه أحلام الشعب وأمانيه كما فعل الشباب الثلاثة والعشرون في أرض الملعب مع مراعاة الفارق المتمثل بأن اللاعبين لا يحصلون على أية امتيازات بينما يحصل المسؤول على كل شيء وفي النهاية لا يشعر تجاه الوطن والمواطن بما يشعر به اللاعب!‏

ولعل في كلمة قالها اللاعب الكبير عمر السومة: سامحونا، عبرة لمسؤولينا الذين يفشلون ويخيبون آمال الشعب دونما شعور بالأسف .‏

علينا أن نبحث عن الكنوز الدفينة في كل مجال وان نحول التفوق الى مؤسسة لا الى حالات عفوية تنسى مع الأيام.‏

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024