الأربعاء 2016-08-17 04:10:37 من اللاذقية
نادي نقابة المعلمين بجبلة (ربي كما خلقتني)

سيريانديز – اللاذقية – زهرة أحمد

سرعان ما يلفت  انتباه زائر الكورنيش البحري في جبلة ذلك البناء القديم الذي يعود إلى زمن الاستعمار الفرنسي, حيث بناه أحد الماريشالات وجعله موضعاً  للسهر والسمر , وبعد الاستقلال قدمه القائد الخالد حافظ الأسد هدية للمعلمين .

قضى زواره أكثر من أربعين عاماً وهم يرتادونه بشكلٍ يومي  بغرض التسلية وقضاء وقتٍ مع الأصدقاء , حيث أنهم كانوا يجتمعون فيه ويتبادلون الأحاديث اليومية وهموم الحياة و وأحياناً ما يتخلل الحديث ذكر لأحد الأصدقاء كان معهم منذ أيام قليلة وهو اليوم في ذمة الله .

هذا النادي الذي شهد أجمل الأيام الجميلة الصاخبة نراه اليوم ينازع الطبيعة والأيام لأجل البقاء , فجدرانه متصدعة و سقفه بدأ بالتساقط فوق رؤوس زواره مما أدى إلى هجره , وأكثر ما يلفت فيه هي  تلك الفتحة الكبيرة في السقف والتي هي أبرز دليل على أنّ الدهر التهم منه العمر وأكثر .

اليوم عندما يمر بقربه زواره القدامى تراهم ينظرون إليه بشوق وحنين إلى تلك اللحظات الجميلة ،  والتي يصفها الأستاذ محسن بشلاوي لسيريانديز قائلاً : كنت أجلس هنا يومياً مع عدد من الأصدقاء والاحبة نتبادل الأحاديث اليومية , نتشارك همومنا وأفراحنا , نبحث عن هموم لمشاكلنا, لكن اليوم بعد اضطرارنا لهجر النادي أصبحنا مشتتين بين مقهى وآخر , لا نجتمع إلّا في الحالات النادرة , وربما في بعض الأحيان نجتمع في مقهىً شعبي بجوار شبان بعمر أحفادنا يتداولون بينهم أحاديث ومفرداتٍ مخجلة تُشعرنا بالاستياء من هذا المقهى .

سيريانديز سألت عن أسباب هجر هذا المبنى وعدم تنفيذ المخطط المدروس لإعادة بناء النادي من جديد ؟
علماً  أنّ المخطط  مكوّن من خمسة طوابق يحوي على مقهى صغير , وصالتي مطالعة , إضافة لفندق صغير ومطعم .

أسئلة أجاب عنها نقيب المعلمين في اللاذقية علي اسبر مُبيناً بأنّه لا يوجد  سبب محدد سوى أنّ الإمكانيات المادية للنقابة لا تفي بغرض بناء مخطط كهذا , ويشير إلى أنّ هذا الأمر يحتاج إلى قرض او إلى استثمار , لأن ميزانية النقابة لا تتجاوز 10 ملايين ليرة سورية , بينما بناء مخطط كهذا يحتاج إلى مئات الملايين , مضيفاً بأنّ النقابة تأمل ببنائه بإمكانياتها حتى يعود مردوده للمعلمين فقط.
وأوضح بأنّه يتم إعداد دفتر شروط كي يتم عرضه على النقابة المركزية في دمشق بغية تولي أمر بناءه أو طرحه على الاستثمار .

لنا كلمة : يفني المعلمون حياتهم وهم يبنون الإنسان (منطلق الحياة) ، أفلايستحقون في خريف عمرهم بعضاً مما يخفف عنهم أعباء الخريف والشتاء ؟؟؟

 

 

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024