الخميس 2013-06-06 18:04:56 كنت هناك
نوتن أليكساندر دبلوماسي سابق في سورية ورئيس حركة العبور: نصف سنة أو سنة ستعود الحياة إلى طبيعتها.. والحكومة السورية صامدة وبشدة
حاوره : رئيس التحرير
في روسيا الجديدة تلتقي الروح مع العمل نحو نمط جديد من الدولة التي لا تنفي روحانيتها، وتتطلع لبناء مواطن نموذج تجتمع فيه القيمتان البشريتان الأسمى.
نوتن أليكساندر الدبلوماسي السابق الذي عمل في سورية سبع سنوات ويعرفها جيداً ورئيس حركة العبور
يتحدث لبورصات وأسواق عن الدولة التي تتكون من ثنائيتي الروح والعمل، حيث المادية ليست صخرة صلدة بل قادرة على إنبات الورد والتحدي، ويرسم دلالات حول رؤية الشعب الروسي لصراعات المنطقة، وخصوصاً لماذا الحرب على سورية.
وهو يعتقد أن الرئيس الأسد “شخص جيد“ لأنه روحياً لا يستسلم، لا يمكن لأي عدوان أن يهزم أي شعب بدون أن يستسلم، والاستسلام شيء معنوي..

رئيس حركة العبور التي هدفها الأساسي إعادة الروح المقدسة لروسيا، ونحن ليس لدينا تنافس بين الروح وبين العلم، بين الرجل وبين المسيح...هذا الكلام سيد أليكساندر أظن أنه يهم السوريين في الوضع الحالي أنتم تريدون العودة بروسيا إلى الحالة الروحية المقدسة وهذا لا يتناقض مع التطور العلمي والتكنولوجي، ومن المهم إيصال مثل هذه الرسالة إلى سورية اليوم، كيف نستطيع التوفيق بين الحالة الروحية والأخلاقية بالتوازي مع الحالة العلمية ؟
الحقيقة أنه خلال ال25 عام الدين والكنيسة المسيحية في روسيا ارتفعت إلى حد عظيم وعدد الرجال والنساء في الكنائس الروسية أكثر مما كان في أوائل التسعينات تقريبا من 7 إلى عشرة أضعاف، أما في السابق كانت النسبة بين 2 إلى 3% من أهالي روسيا الذين يرتادون الكنائس، الآن من 10 إلى 13%، وهذا معناه أنه قد حدث تغير مهم لا يمكننا تجاهله لأن هذه القوة هي القوة الوحيدة اجتماعيا التي تزداد في حين نرى الأحزاب والإيديولوجيات القديمة تنقص، ولذلك الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى لا تناقش هذا كله.
هل تصنفون أنفسكم كحركة سياسية وليست حركة اجتماعية أخلاقية ودينية فقط ؟
هناك نقاط مهمة أنا أقول أننا اليوم في روسيا بأزمة وحتى الرجال في السلطة ورجال العلم يعرفون أننا اليوم في أزمة ، وكمثال على ذلك خط سير النفط الآن ينخفض واحتمال أن ينخفض إلى 70 أو 90 دولار للبرميل معناه أن الميزانية الروسية بذلك ستدخل حالة من الانكماش الاقتصادي، وهذا شيء مؤلم لقيادة روسيا، وهؤلاء الليبراليون يقولون لبوتن نحن لا نستطيع تأمين وتيرة الدفاع بحدود 5 إلى 6% كما يريده بوتن، وهذا معلوم بأن المنطق الليبرالي والاقتصادي والمالي والميزانية اليوم في روسيا لا يستطيع تدبير الأمور، وهذه أزمة لأن بوتن يطلب 5 إلى 6% ارتفاع.. وهم يقولون لا نستطيع وهنا يكمن الصراع.
أين دوركم أنتم من هذا الصراع ؟
نحن دورنا أن نتحدث في مجلس الدوما، ونحن من بيننا علماء ثقافيون وتاريخيون، ومن مختلف التخصصات ، ونحن لدينا نواب في مجلس الدوما وفي العديد من الوزارات، ونحن نقول أنه لا بد لنا أن نعطي كوادر جديدة من الذين لديهم الروح المعنوية، ونحن على ثقة أنه في أواخر هذا العام الأمور الاقتصادية ستصبح أفضل مما هي عليه الآن، وهذا يصنع القاعدة لمناقشة هذه الأمور بصورة نشيطة أكثر .
أليس من الممكن أن ينضم أعضاء إلى حركتكم لأسباب تتعلق بالمظهر الاجتماعي وليس لقناعة ؟
نحن كحركة موقفنا من الدين والروح موقف واضح، ونحن نفضل أن يكون المشاركون بنفس الروح المعنوية، فمثلا أنا عضو في نادي سبوركس والرئيس بوتن من وافق على إنشاءه وهذا النادي أنشئ في أواخر العام الماضي في مدينة سبوركس ، أليكساندر بربالن هو مؤسس هذا النادي، وهناك حوالي أكثر 25 عضو أكثرهم من الفلاسفة وكتاب ورجال دين، ولكن هذا النادي أساسه مادي، ولكن نحن نتعاون مع الشيوعيين، وفي الحزب الشيوعي اليوم حوالي 40% من الناس يؤمنون بالله.
أنت لديك نشاط اقتصادي في حياتك الخاصة.. كيف توفق بين مبدأك الروحي ونشاطك الاقتصادي؟
لدي مقالة تسمى امتلاك أكثر من اللازم، وهذا المقال يفسر موقفنا في هذا الموضوع، ولدينا ضمن حركتنا الكثير من رجال الأعمال، ومن بينهم سوريون مثل الدكتور مدلل خوري، حيث أنه ليست المشكلة في الربح بل في موقف الرجل تجاه الربح أن يكّون موقف معنوي، أن يكون للرجل خصوصية أن يكون على دراية في كيفية تدبر الأمور ومناقشتها وكيف ينافس، وأن يكون ما يحصل عليه من ربح ليس له فقط وإنما للناس الآخرين أيضا، أي خذ ما أنت بحاجته، وما فوق حاجتك فلتعطيه للمجتمع وللناس الذين لا يستطيعون صنع الأرباح .
أود عن أسألك عن رأيك بما يحدث في سورية اليوم البلد الذي عملت بها أكثر من 7 سنوات، أنت كدبلوماسي سابق وكمواطن روسي وتهتم الآن بالقضايا الروحية ، كيف تنظر إلى المشهد في سورية الآن؟
أنا أعتقد أن السيد الرئيس هو شخص جيد لأنه روحياً لا يستسلم، لا يمكن لأي عدوان أن يهزم أي شعب بدون أن يستسلم، والاستسلام شيء معنوي، ثانياً سورية بلاد مهمة لكل دول المنطقة المجاورة.. وكذلك دبلوماسيا وجغرافيا ومن كل النواحي هي بلد مهمة ، والشام هي عاصمة منذ 6 ألاف عام ، وهناك فرق بين الحضارة الأمريكية التي تعود ل300 عام وحضارتنا، فأمريكا اليوم لديها أموال ولديها ديون، ولكن هم يدبرون مخارج للأموال.. ليس لأموالهم بل لأموال الآخرين، ومن ناحية أخرى لا أظن أن الجندي الأمريكي هو جندي قوي هو ذو موقف ضعيف ويحاربون بطيران من بعيد، وهم لا يحبون مواجهة الحرب ، وهم لا يحاربون من أجل أرضهم وليس لديهم عقيدة ، وسورية وشعبها كان أكثر راحة وأمان قبل الأزمة والآن هي في حرب ومشاكل ، ولكن في نفس الوقت أرى في الشعب السوري روح ومعنويات عالية لأنه لا يمكن النصر إلا بوجود هكذا معنويات.
والأمر الآخر الشعب الروسي هو شعب صادق وهو مع الشعب السوري اليوم ، وإن التقيت مواطناً روسياً في الشارع ستعرف منه موقفه تجاه الأزمة في سورية ومن هنا جاء موقف القيادة الروسية من الأزمة في سورية، لأن القيادة الروسية كانت تحت ضغط كبير من جهة ولكن الشارع كان مع السوريين في نفس الوقت، وهذا شيء معنوي نحاول نحن نشره، وبرأيي أن أميركا تعاني من هذه الحالة، ومن التوترات في كثير من مناطق العالم، وأوضاعها الاقتصادية والمالية غير جيدة، وهم يعطون صورة للأمريكيين بأن الأمور على ما يرام ونحن نرى الآن الكثير من التوترات والمشاكل هناك، ونحن نرى ما يحدث في ليبيا، ولكن نحن كدبلوماسيين نعرف ما حدث في ليبيا، والأمر نفسه في سورية.
ماذا تتوقع الآن وكيف للأمور أن تسير فيما بعد؟
الأمريكيون يعودون إلى الوراء، وهم وبحالة صعبة، ولكن طبعا بدون المساعدات القطرية والسعودية على أساس الموافقة الأمريكية، وأنا أظن أنه خلال نصف سنة أو سنة ستعود الحياة إلى طبيعتها، والحكومة السورية صامدة وبشدة .
ما رأيك بما يحصل في سورية من نزعات إسلامية من قاعدة وإخوان مسلمين الذين يكفرون الآخر ويقيمون محاكم شرعية معتبرين كل من يعارضهم كافر، وسمحوا بقتلهم.. وبالأمس أحدهم انتزع قلب جندي سوري وأكله، ماذا تقول اتجاه هذه النزعات وأنت تعمل في مجال الأمور الروحية؟
الشعب السوري هو شعب حكيم ، وهؤلاء الذين يقفون ضد السوريين هم في الأساس هم ليسوا من الإسلام الحقيقي.. إسلام تقليدي وليس جهادي ، نحن في روسيا نعمل على تعاون بين المسيحيين الروس والإسلاميين الحقيقيين.
الدكتور يوسف من مدينة يبرود (صديقنا في الجلسة) وهي مثال للتعايش بين المسيحيين والإسلام ، الآن القاعدة التي تحكم يبرود والتي أقامت إمارة إسلامية يفرضون الجزية على المسيحيين.
كل ما يوقف الأمور الحربية في سورية ويزيد قوة النظام المركزي أعتقد أنه يزيد من قوة الإسلام التقليدي لأن لديه جذور، أما التطرف فهو حالة طارئة يمكن التخلص منها، ولكن المهم أن تعود الحكومة السورية إلى هذه الأمور باهتمام.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024