السبت 2013-06-01 03:00:09 رئيس التحرير
اليوم التالي و"مارشال"سورية!!
اليوم التالي و"مارشال"سورية!!
أيمن قحف
وصف بعضهم ما يقوم به السيد عبد الله الدردري وفريق عمله في الاسكوا لإعادة إعمار سورية بعد انتهاء الأزمة بأنه"مشروع مارشال"جديد*!!!
أود التطرق وبجرأة إلى موضوع إعادة الإعمار من عدة مداخل:
هل يعتقد هؤلاء ومن أوحى لهم بالفكرة بأن إعادة الإعمار ستقوم بها الشركة العامة للبناء بتمويل من مصرف التسليف الشعبي؟!
نحن أمام واقع كارثي , فقد زعموها"ثورة سلمية" أو "هكذا قالوا" لتحقيق المطالب فانتهت بتدمير المنشآت والبنى التحتية والمصانع و المنازل وصــولا إلى الآثار والمتاحف !
نحن أمام حجم دمار هائل يحتاج لمشروع عملاق أو ما يسمى "مارشال"من حيث حجمه ولا نريده وسيلة للتبعية والرضوخ لشروط سياسية , لو رضخنا لها من قبل , لكنا بغنى عن "الثورة "التي تستهدف دولاً بعينها وتستثني أكبر دكتاتوريات العالم في الخليج من المشيخات والممالك!
سنكون بحاجة للشركات العملاقة وخصوصا من الدول الصديقة لإعادة إعمار سورية،وهذا يمكن أن يتم بمنطق البزنس،علينا أن لا نرفع السقف ونركض وراء الأوهام القديمة التي كنا نتوقع فيها أن يأتي المستثمرون من أجل"سواد عيوننا"وليس ليربحوا!
قد لا يكون لدينا في الغد الأموال الكافية لإعادة الإعمار،ولن يأتينا المال الغربي بغض النظر عما ستؤول إليه الأمور،وأمثلة ليبيا ومصر وتونس واليمن ماثلة للعيان بالأمس القريب..
هناك موارد كبرى في سورية،ومال جامد يمكن "تسييله"لضمان دوران العجلة الاقتصادية،وهناك مصطلح اقتصادي اسمه"الاستدانة من المستقبل"عبر طرح سندات خزينة بفوائد مجزية أو طرح استثمارات وامتيازات يتم تقاضي قيمتها بشكل مسبق لتمويل مشاريع التنمية وإعادة الإعمار..
والمصدر الثاني للمال سيكون من خلال الاستثمار الخارجي المباشر،وعلينا أيضاً أن نخفض سقف توقعاتنا بأن يكون المستثمرون من"القديسين"الذين سيضعون ملياراتهم بلا مقابل!!
فالاستثمار المجدي اقتصاديا ً خير ضمانة لتدفق الأموال وتأمين فرص العمل وهي الأمور ذات الأولوية..
ومن المهم أن يكون للدول الصديقة الحقيقية التي لم تساهم بتدمير البلد حصة مميزة في مشاريع إعادة الإعمار.
لن يتعلم كثيرون من التجارب، ولن يدرك كثيرون حجم التغيرات ،و"سينط"كثيرون ليتهموننا بأننا نروج لـ"بيع الوطن"!!!
باعتقادنا أن هناك نقطة وسط تحمي"الوطن من البيع"وتحقق مصلحة المستثمرين والشركات العالمية،وكلمة السر تتمثل بوجود جهة قوية مستقلة تضم أناساً مخلصين أقوياء أصحاب خبرة وكفاءة ونزاهة تقرر في أمور الاستثمار وإعادة البناء وتكون أعلى وأقوى من الشبهات والتخوين،ويستند عملها لقانون واضح وسهل وصلاحيات استثنائية في حل المشكلات ومنح التسهيلات.
هكذا جهة عليا وطنية , يمكنها أن تستوعب هكذا " مارشال"دون أن تبيع حبة تراب من الوطن،فالشركات الكبرى يهمها العائد أولا وآخراً !
علينا أن نفكر بالمستقبل بجرأة وأن ندرس الأولويات بعناية , ونضع إنجاز الإعمار وتشغيل الشباب،والتقليل من المزاودات التي ضيعت علينا الفرص.أولاً ...
ولمن لا يرى الخير في مبادرة الاسكوا، نقول أن الحكومة السورية تستطيع أن تكون منخرطة في مثل هذا المشروع , وأن تضمنه رؤيتها ومصلحتها منذ الأيام الأولى لصياغة هذه المبادرة , كما أن الحديث عن موضوع التمويل , مبكر وفيه الكثير من التفاصيل وتستطيع سوريا أن تحصل على التمويل بطريقتها ومن الجهات وبالشروط التي تراها مناسبة .
صحيح أننا في أزمة ،بل في حرب،لكن لم يبادر أحد –حسب علمي-لإنجاز مشروع لمستقبل سورية،نرجوه أن يخبرنا ما هي التحضيرات التي تجري للمستقبل ضمن البلد، ماذا تفعل الحكومة وهيئة التخطيط والتعاون الدولي وهيئة التخطيط الإقليمي وهيئة الاستثمار وغيرها من أجل اليوم التالي بعد الحرب ؟ أخيرا نقول .. لا مانع أن نتلقف أي مبادرة ونحن نقرر بشأنها تنفيذاً وتمويلاً وتعديلاً..
..................
• تطرق الكاتب لي شخصياً عندما قال أن"الدردري حظي بدعم عدد من شخصيات النظام ليس آخرهم أيمن قحف رئيس تحرير سيريانديز..."إلخ.
و بغض النظر عن عدم دقة الوصف فأنا لست من شخصيات النظام وأحاول أن أكون "مجرد مواطن سوري "!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2024