الخميس 2025-08-28 13:09:30 **المرصد**
منصات رسمية صامتة.. وآلاف الموظفين ينتظرون التأكيد الرسمي لعودتهم إلى مؤسساتهم
 منصات رسمية صامتة.. وآلاف الموظفين ينتظرون التأكيد الرسمي لعودتهم إلى مؤسساتهم
سيريانديز ـ خاص فجأة، وجد آلاف العاملين في الدولة الممنوحين قسرا إجازات براتب أنفسهم وجها لوجه أمام تعميم على الفيسبوك ممهور بتوقيع معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون رئاسة مجلس الوزراء يقضي بإعادتهم إلى العمل بدءا من 1 أيلول سبتمبر 2025. التعميم انتشر كالنار في الهشيم عبر صفحات الفيسبوك ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول إلى ترند لكل السوريين، لكن عبثًا حاولنا الوصول إلى مصدر هذا التعميم، أو بالأحرى الجهة التي قامت بنشره، دون جدوى. المفارقة أن وكالة سانا الحكومية، التي احتفلت قبل أيام وتحديدًا في 20 الشهر الماضي بإطلاقها بحلة جديدة تحت عناوين من قبيل "غدا فصل جديد في سانا" و"ثقتكم الدافع" و"الدقة بوصلتنا" و"الخبر بدقة ومسؤولية"، لم تتطرق إلى التعميم وتعامت عنه تماما، الأمر الذي يتناقض ويتنافى مع أولى وأهم مهام ومسؤوليات وكالات الأنباء الحكومية والتي تتلخص في بث الأخبار والقرارات الصادرة عن الدولة التي تنطق باسمها. كذلك، لم تنشر منصات رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا التعميم حتى لحظة إعداد هذه المادة، والأمر ذاته ينطبق على وسائل الإعلام الحكومية الأخرى كصحيفة الثورة أو الحرية أو قناة الإخبارية، ما يثير العديد من التساؤلات حول مدى صحة هذا التعميم ومصداقيته أولًا، وعن الآلية التي تتعامل بها الدولة مع وسائل الإعلام والمواطنين ثانيا. وأمام كل ذلك يصبح السؤال المطروح لدى الكثيرين: من أين نأخذ الخبر الحقيقي؟ وكيف ومتى يتأكد الجمهور من صحة ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا سيما وأن لدينا تجارب عديدة في نشر بيانات وتعاميم ثبت لاحقًا عدم صحتها، حيث اضطرت وزارات ومؤسسات مختلفة في الدولة إلى نفي بيانات وأخبار عديدة ووضعتها في خانة الشائعات، ودعت العامة إلى استقاء الخبر من مصدره الموثوق، ليصبح السؤال الأكثر إلحاحا: ما هو المصدر الموثوق؟ وهل ينتظر عامة الناس يومين مثلًا أو ثلاثة أو مدة زمنية محددة، فإذا لم يتم نفي الخبر يصبح حقيقة؟ البيان أو التعميم المتداول أمس غني جدًا ويتضمن قرارات تحدد مصير آلاف الموظفين، من قبيل عدم تجديد العقود المؤقتة، وعدم التمديد لمن وصلوا إلى سن التقاعد، ووقف إجراء المسابقات والتعيينات الجديدة، وأهم من كل ذلك يتضمن الإعادة إلى العمل لآلاف العاملين الممنوحين إجازات قسرا  في خطوة لم تسبقنا إليها أي دولة في العالم، سواء في العالم المتحضر أو المتخلف، ولذلك هكذا تعميم، ألا يستحق أن يتصدر أخبار وكالة الأنباء الرسمية؟ وألا يستحق أن تنشره رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء؟ وألا يستحق أن يتبناه أو يعلق عليه مسؤول حكومي مهما كان مستوى تمثيله؟ المفارقة أن التعميم المتداول يثير أيضًا تساؤلات لجهة سبب إضافة تاريخ بدء عودة العاملين في الدولة إلى وظائفهم بالخط الأخضر بمعنى آخر ليس من أصل التعميم المطبوع، ألا يستحق هذا التعميم المهم أن تتم طباعته مرة أخرى؟ وهل كان معدو التعميم على عجلة من أمرهم لدرجة أنه لا وقت لديهم لذلك؟ أم أن هذا التعميم غير صحيح؟ شبكة سيريانديز، وانطلاقًا من مسؤوليتها المهنية، تخاطب أصحاب الشأن لإعادة النظر بطريقة وآلية نشر وبث الأخبار المتعلقة بمختلف القضايا والقرارات الصادرة عن الحكومة السورية، ووضع آلية موضوعية تنظم هذا الأمر، منعًا لوقوع عامة الناس في شرك الشائعات والأخبار المغلوطة.
ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays - syrianews - سيريانديز- أخبار سورية © 2025