كتب رئيس التحرير

لا يحتاج المرء لحضور حفلة "للمولوية" لكي يحقق الاستمتاع الروحي والبصري من هذه الرقصة الصوفية الشهيرة، إذ يكفي أن يزور معرض "دوران" للفنان بديع جحجاح ليجد نفسه أمام مجموعة لوحات تعطيه نفس الاحساس وربما أكثر، دون موسيقى أو حركة ظاهرة، ولكنك عندما تتأمل اللوحات ستجد الحركة الراقصة وستدور مع اللوحة وستسمع الموسيقى والتراتيل المرافقة لها..

"في دورانه" يعزف بديع جحجاح تنويعات على وتر واحد، ولا يمكن للعين أن تخطئ في التقاط التنوع رغم بساطة الصورة وتشابه المشهد.

لم يخرج المكان عن خصوصية المعرض، فتداخلا في حواري دمشق القديمة حيث احتفى فندق قصر الشهبندر بمتعة الدوران، وكان هناك ضيوف في حفل الافتتاح أكثر مما اعتادته الصالات وأكثر تميزاً من حيث السوية الثقافية.

عرف بديع جحجاح في حياته الفنية والمهنية كيف يلتقط اللحظة، فكسب محبة الناس ونجاح الفنان.

في الردهات تبدو الدكتورة منى غانم زوجة الفنان سعيدة بهذا النجاح، وترى فيه انتصاراً للتراث في وجه التلوث السمعي والبصري الذي نعيشه، وفي مكان آخر كان الدكتور خلدون مخلوف صاحب المشروع الجميل "فندق قصر الشهبندر" يراقب فرحة الفنان ودهشة الحضور باللوحات وبالمكان الذي تتردد فيه زواياه صور الماضي العظيم لصاحب البيت الشهيد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر الذي أصبح فندقاً يذكر بصورة سورية الجميلة بل والمدهشة، وبهذا الصدد يقول مخلوف: أردت أن أقدم لصديقي بديع مكاناً يليق بالفن الأصيل، وآمل أن يكون فاتحة خير لأنشطة تدعم الفن الراقي واستقطاب أكبر الأسماء الفنية.

يستمر المعرض لغاية الخامس من حزيران وهو المعرض الشخصي الثاني من نوعه لجحجاح.

وبديع جحجاح هو خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم الغرافيك ويعد واحداً من الفنانين الشباب الذين ساهموا في ترسيخ صناعة اللوغو في سورية وإعطائها هويتها السورية