الأحد 2010-03-28 20:48:32 حــوارات
فرح بسيسو: تعرضت لصدمة بعد أن خانني زوجي
نموذج حقيقي للالتزام هكذا هي الفنانة فرح بسيسو التي تدهشك باختياراتها العالية المستوى وأيضا بمقدرتها على الحوار واختيار المفردة التي تذهب إلى التأكيد على المضامين التي تريدها، وهو أمر لم تخلقه الصدفة، بل هو حصاد بحث ودرس وتجربة واشتغال على الذات، بلور معطيات هذه الشخصية التي تجمع اليوم بين الحضور الفني والحضور الإعلامي، وبمناسبة زيارتها الأخيرة إلى الكويت، كان لنا هذه الوقفة، التي رصدت جوانب من زيارتها وأيضا إطلالة على مسيرتها، التي راحت تتميز وتتأكد عبر كم من البصمات الفنية.
تستهل حديثها مع «النهار» حول مشاركتها الأخيرة في مسلسل «الحب الذي كان» بقولها: في البداية أنا لست بغريبة عن الكويت فانا بنت الكويت، حيث عشت هنا وتربيت لسنوات طويلة، واستطيع أن أقول أن ذكريات الطفولة الجميلة، كانت على هذه الأرض الطيبة.
وتستطرد: تلقيت الدعوة من أبناء المنصور وهم «أخوة وأصدقاء» اعتز بهم وأتشرف، لمكانتهم وقيمتهم وعمق العلاقة الأخوية والأسرية التي تربطني بهم، للمشاركة في مسلسل «الحب الذي كان» تأليف فاطمة الصولة وإخراج شيرويت عادل.

ماذا عن الشخصية التي ستقدمينها والتي جعلتك تتركين الأسرة؟

أنا لم اترك الأسرة فهي لا تفارقني، أنا متزوجة من ابوعيالي كما يقول الكلام الدارج، وزوجي مصري وهو ابن «خالي» وأنا اعتز بالانتماء له ولأسرته وبناتي يحملن الجنسية المصرية، ولهذا فأنني في حقيقة الأمر، أبدو عربية الشمول، فانا فلسطينية من مواليد الكويت، عشت هنا، وترعرعت ودرست في دمشق، وكانت انطلاقتي الفنية هناك، ومتزوجة وأم لأسرة مصرية - فلسطينية عربية شاملة، وهذا ما يجعلني أفكر دائماً بشكل عربي اشمل وأوسع، وألان دعني أعود إلى بيت القصيد، حيث سؤالك، أجسد شخصية دكتورة تتعرض لصدمة بعد أن تكتشف خيانة زوجها، هذا المحور الأساسي للشخصية، والعمل يرصد تفاصيل ما قبل وما بعد تلك الحادثة، ومعاناة المرأة في تجاوز ذلك الحادث، الذي يكاد يدمر حياتها، لولا ثقتها بنفسها، ومقدرتها على تجاوز الصعاب والتفاصيل نرصد لاحقاً من خلال هذا العمل الكبير الذي ينتجه «عبد الرزاق الموسوي» ويشارك به عدد بارز من الكوادر الفنية في مقدمتهم «اولاد المنصور».

ترتبطين بعلاقة وطيدة مع عدد كبير من نجوم الوسط الفني في الكويت، على وجه الخصوص؟.

كما أسلفت فانا ابنة الكويت، ولعل القلة يعرفون أنني درست لمدة عامين في المعهد العالي للفنون المسرحية، بالذات في الفترة التي سبقت الاحتلال العراقي الغاشم، بعدها غادرت مع أسرتي إلى دمشق، وهناك أكملت دراستي الفنية وعلاقتي لم تنقطع مع الوسط الفني، سواء في دمشق أو الكويت على وجه الخصوص، وأشير إلى أن الكاتب والمنتج عبد العزيز الطوالة، كان أول من قدمني للدراما الخليجية من خلال مسلسل «بين الهدف دمعة» وقد أسهم ذلك العمل بتقديمي لاكبر شريحة من جمهور الدراما الخليجية، لتتواصل أعمالي لاحقاً، وهو أمر أسهم في توسيع دائرة انتشاري، بين الأعمال السورية والخليجية والعربية بشكل عام.

متى جاءت محطة برنامج «كلام نواعم»؟

أولا اعتبر برنامج «كلام نواعم» ابني المدلل واعتبره بمثابة القنطرة أو الجسر، الذي استطاع أن يفتح لي جميع البيوت العربية، ذلك للمكانة التي تتمتع بها «أم. بي. سي» وأيضا لطبيعة البرنامج وفريقه الرائع، الذي اشتاق إليه هذه الأيام كثيرا. والبرنامج يمثل حالة من التجدد، سواء من فريق الإعداد أو الإخراج أو التقديم، ونحن نمارس لغة عالية المستوى من النقد الموضوعي، والبحث المتجدد عن الموضوعات والقضايا التي نتصدى لها في كل حلقه، وهذا سر نجاح البرنامج واستمرار يته، ونحن نحتفي بالضيف ولا نلجأ إلى الإثارة، وهذا هو النهج العام لقناة «ام. بي. سي» فهي قناة الأسرة العربية.

قدمت تجربة سينمائية بعنوان «تينا»؟

اجل إنها تجربة اعتز بها، وتمثل إضافة أخرى إلى رصيدي الفني، والفيلم رصد عدداً من القضايا الاجتماعية من خلال حكاية الطفلة «تينا» التي من خلالها يذهب الفيلم إلى كم من الحكايات، التي أخرجها الفنان السوداني الموهوب «امجد ابوالعلا» وهو مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لقد شاهدت الفيلم في مهرجان دبي، وقد حصد كثيراً من النجاح والاهتمام؟.

شكرا لهذا الإطراء، وهو رأي ناقد نعتز به، وكم كنت أتمنى أن أشاهد الفيلم عند عرضه في مهرجان دبي، ولكن ظروف ارتباطي بتصوير عمل فني، حالت دون ذلك.

انتقالك إلى الإقامة في القاهرة، وارتباطك ببرنامج «كلام نواعم» وأيضا الأعمال الدرامية الخليجية، هل أبعدتك عن الدراما السورية؟

كلا، أنا لم ابتعد عن الدراما السورية، أو الفنانين السوريين، فنحن في حالة لقاء وحوار وتواصل دائم، أخر أعمالي مع الدراما السورية كان بعنوان «موعد مع المطر» إخراج ناجي طعمه، ولكن جدولي يظل مقسما بين أسرتي (أولا) ثم «كلام نواعم» الذي يدخل عامه التاسع بعد أيام، وكما أسلفت فأنني ابنه الدراما العربية بشكل عام، حينما يأتي النص المتميز والشخصية التي تحمل المضامين والأبعاد، ستجد مكانها في عقلي وذهني وأيضا جدولي (المزدحم).

لك تجربة سابقة مع الفنان داود حسين بعنوان «درويش» كيف تقيمين تلك التجربة؟

أولا، العمل مع الفنان المحبوب داود حسين يمثل متعة فنية، ومن خلال شخصية «درويش» ومضامين العمل، قدمنا كماً من الإشارات الاجتماعية الصريحة، التي لقيت الاستحسان، والتجاوب، والعمل يمثل حالة من الشمولية، وفي هذا الإطار، استطيع أن أقول، انه وصل إلى الجمهور، كما وصلت الشخصية التي قدمتها في العمل وأنا سعيدة بتلك التجربة.

إنتاج مسلسل «الحب الذي كان» هل اخذ كثيراً من الوقت؟

اجل، ولكن الأمور سارت حسب الجدول الزمني، لقد حضرت وأنا أتحرك حسب الجدول المعد لانجاز تصوير مشاهدي، واشكر فريق الإنتاج وتعاون جميع الزملاء الفنانين والفنانات وأيضا المخرجة الرائعة شيرويت عادل، التي تحملت أعباء هذه التجربة الدرامية الهامة، بل والهامة جداً.
في الختام، كلمة؟
شكرا لكم، وللصحافة الكويتية على دعمها الدائم للفنان العربي
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024