غصت صالة الآرت هاوس بدمشق بشخوص لوحات معرض الفنان التشكيلي العراقي جبر علوان الذي جمع أعماله تحت عنوان مقاهي جبر مقدماً تمازجاً لونياً وبشرياً متنوعاً يجمعه الفضاء الواحد في المقهى ولكن بخصوصية أفراده من ناحية الحضور والإحساس.

وجاء الموضوع الجديد على لوحات الفنان ليؤكد مرة أخرى أسلوبه التعبيري الواقعي المميز وقوة ريشته مع الغنى اللوني في اللوحة وقدرته الكبيرة في السيطرة على تفاصيل العمل الجداري الكبير بلمسات وتكنيك عاليين يقدمان حضوراً مميزاً للون من خلال التباين بين الأضداد اللونية والظل والنور.

وحوت اللوحات الخمس والعشرون حالات إنسانية متنوعة بين الانكسار والحزن والرغبة والرومانسية والحب ورغم تشابه اللوحات من ناحية الموضوع إلا أن كل واحدة منها كانت تقدم خصوصيتها من ناحية الحجم وطبيعة الألوان المستخدمة بين الحارة والباردة ومن خلال العنصر الرئيسي في اللوحة الذي ركز عليه الفنان ليكون الحامل للموضوع والمركز اللوني البصري مع تماهي باقي أجزاء اللوحة لتقترب من التجريد.

ويقول الفنان علوان لوكالة سانا إن موضوع المقاهي جديد على لوحتي ولكني لست أول فنان يعمل عليه فمن خلال سفري المتكرر للكثير من دول العالم والبلدان العربية لاحظت حالات إنسانية جميلة في هذه المقاهي الشرقية والغربية تعبر عن الوحدة والفرح والحزن والتأمل وهي تستحق العمل عليها فنياً.

ويضيف أن حجوم اللوحات تنوعت بين الجداري الكبير والمتوسط بما يخدم العمل والألوان التي استخدمها في الأعمال جاءت من طبيعة وخصوصية كل عمل على حدة فأحياناً كانت الألوان باردة رمادية وفي غيرها جاءت قوية وحارة مبيناً أن أسلوبه الواقعي الحديث يعتبر ما بعد التعبيرية الواقعية وهو الأسلوب الذي يعتمده في إيصال رؤيته الفنية الخاصة.

من جانبه يقول التشكيلي علي الكفري إن الفنان علوان له خصوصيته الفنية داخل الوطن العربي وخارجه وقدرته التقنية كبيرة في التحكم بالأعمال الجدارية الضخمة كما أنه عبر بقدرة عالية وبروح جديدة عن موضوع المقاهي الذي طرحه من خلال مشاهداته للعديد منها في البلدان التي يزورها.

بدورها تقول المطربة سهام إبراهيم التي حضرت المعرض إن أعمال الفنان علوان محببة بالنسبة لها بألوانها وخصوصيتها وانها تتابع كل جديد لديه من أعمال فنية وكتابات عن الفن.

والفنان جبر علوان من مواليد بابل عام 1948 خريج معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1970 وخريج أكاديمية الفنون الجميلة روما بالنحت والرسم عامي 1975 و1978 ويعيش في روما وله معارض فردية وجماعية كثيرة في البلدان العربية والأوروبية وأعماله مقتناة في أغلب دول العالم.