الإسمنت مادة مفروضة علينا وتعيش بيننا وتحكم جوانب عدة من حياتنا ببشاعتها وبرودتها وشكلها المصطنع، ولاسيما أننا أنفسنا لم نتعامل معها إلا من الجوانب البنائية والمعمارية. ولقد امتدَّ الإسمنت حتى طال قرانا وحقولنا وحتى الإنسان، فشوّه كل جمال بصري وصلنا إليه. هذه كانت أبرز مضامين وأهداف ورشة العمل التي حملت عنوان «الإسمنت في التشكيل»، التي انطلقت في دمشق في سوق ساروجة، ووصلت إلى مدينة تدمر، وذلك ضمن فعاليات مهرجان تدمر للثقافة والفنون.

أقيمت ورشة الإسمنت في التشكيل في تدمر بجوار مركز الزوار في تدمر، حيث يعمل الفنانون على تقديم صورة مختلفة تحمل بعض جمالية الإسمنت الضائعة بسوء التخطيط المعماري أحياناً. ووعد محافظ حمص بتقديم التسهيلات اللازمة كافة من قبل المحافظة لاستمرار الورشة وتطويرها.

ضمت ورشة العمل فنانين محترفين مع الهواة ويعدُّ الأول من نوعه في سورية».

بدأت الورشة الأولى بمشاركة 140 فناناً، بينهم 20 من الهواة. وبعد انتهاء الورشة الأولى، تمَّ عرض المعروضات في معرض بتاريخ 10/6/2009، ثم انتقل المعرض للمشاركة في مهرجان المحبة، وكانت الخطوة التالية انتقال ورشة العمل للمشاركة في مهرجان تدمر للثقافة والفنون في دورته الثالثة، لما يزيد على 65 فناناً سيقومون في نهاية المهرجان بتنفيذ جدارية ضخمة تزيد مساحتها على 3 أمتار، ستضمّ لوحات المشاركين كافة التي استوحاها الفنانون من تدمر وما تضمّه من قيم أثرية مهمة.

الفنانة سوزان شربجي (مشاركة) أنَّ عملها من وحي تدمر هو منحوتة تضمّ قسماً من معبد بل الأثري مع الجدار الإسمنتي.