الخميس 2010-01-23 11:02:31 الفن التشكيلي
معرض استعادي لأربعة من رواد الفن في سورية
 
 
دمشق – سيريانديز
افتتح يوم الاثنين الماضي معرض استعادي لفنانين رواد في صالة النهر الخالد بحمص، حيث دأبت صالة النهر الخالد في خطتها لهذا العام أن يتضمن برنامجها تكريم بعض الفنانين التشكيليين الذين أضاؤوا الحركة التشكيلية بأعمالهم وتركوا بصمة على الساحة الفنية وكان لهم دوراً هاماً في تربية أجيال لاحقة استفادت من عملهم وفنهم وذلك لإحياء تراث هؤلاء الفنانين وإبقاء ذكراهم شمعة تنير، وذاكرة نحترمها ونقدرها، جمع هذا المعرض لوحات للفنانين الرواد "صبحي شعيب (1909-1974) وجوزيف طرابلس (1912-2002) وأحمد دراق السباعي (1935-1987) وعبد الظاهر مراد (1936-2004) وعانت إدارة الصالة بجمع أعمال هؤلاء الفنانين الراحلين وذلك من مقتنيات الناس التي أحبت أعمال هؤلاء ومن أصدقائهم وذويهم لذلك جاءت الأعمال من مختلف تجربات الفنانين المذكورين وبمستويات مختلفة.
وإن الناظر لأعمال الفنان الراحل صبحي شعيب يرى بوضوح أن أسلوبه الفني بعيد عن الأطر الجامدة وعبر بنتاجه الفني المتعدد عن نفس شابة معطاءة، لها شخصيتها الواضحة والواعية والرضية ولا أحد ينكر حب الفنان الكبير للطبيعة والأزهار والإنسان، ولهذا الفنان فضل كبير على جيل كامل في حمص درسه وعلمه وزرع عنده حب الفن التشكيلي ومن تلاميذه الفنان (فيصل عجمي- رشيد شمة) وغيرها.
أما أعمال الفنان جوزيف طرابلس المعروضة والتي تندرج تحت مدرستي الكلاسيكية والانطباعية منها البورتريه والمنظر والموديل العاري تؤكد أن أعماله تفيض بمخزون هائل لذاكرة بصرية ومن الجدير بالذكر أن فناننا جوزيف من الفنانين القلائل الذين اختاروا الفن مهنة وحيدة لهم في وقت مبكر وفي زمن كان الاحتراف يعتبر      لكنه بإصراره وعشقه لعمله وإتقان مواضيع محددة خرج بلوحة راقية محترمة.
وعرضت أعمال الفنان الراحل "أحمد دراق السباعي" جاءت متفاوتة في أساليبها فمنها الواقعي ومنها أسلوبه المميز التبسيطي الطفولي الرائع، وتعتبر تجربة الفنان (أحمد دراق السباعي) من أغنى تجارب التشكيل السوري، ويعود له الفضل الكبير على جيل كامل من فناني حمص ونخص بالذكر الفنان (اسماعيل الحلو) الذي تتلمذ على يدية وتأثر أسلوبه كثيراً.
وأخيراً تطالعنا لوحات الفنان الراحل (عبد الظاهر مراد) بروعتها وفناننا كان عاشقاً للأمكنة، تسوقفه الجدران والحارات القديمة والقرى متراصة الأبنية كقرية الرستن وتلبيسة بالريف الحمصي، ولوحته تخضع لعمليات كثيفة من الحرف والاختزال يتطابق مع تقنيته وأسلوبه في استعمال السكين والعجينة اللونية الكثيفة هذه التقنية التي أصبحت كعلاقة مميزة وطابعاً لأسلوبه الفني الشخصي.
بوركت جهود صالة النهر الخالد بتقديم هذا المعرض التي أعادت فيه شحن ذاكرتنا التشكيلية.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024