الإثنين 2009-10-26 09:54:40 كــتب
كازانوفا» السينما الفرنسيّة.. من قتل حارسه الشخصيّ؟
في ترجمته لكتاب (آلان ديلون من سينما الزمن الجميل)، من منشورات وزارة الثقافة - المؤسسة العامة للسينما 2009, يعرض المترجم محمد علامة خضر سيرة حياة النجم وأفلامه, ذاك الذي أعلن مراراً التوقف عن التمثيل، إلا أنّه سرعان ما ظهر وأخذته غواية المهنة.. آلان ديلون «معشوق النساء» في عقدي الستينات والسبعينات من القرن العشرين.. في فصله الأول من الكتاب يتحدّث الكاتب عن طفولة آلان المريرة، وأصله المتواضع جداً، وأيام صباه الصعبة التي جعلته مرشحاً مثاليّاً لأداء دور العاشق المنحوس، ودور الوغد أو القاتل المأجور أو محقق الشرطة الصارم في العديد من أفلامه البوليسيّة، ولم يكن آلان ديلون مضطراً إلى أداء الأدوار الثانوية لفترة طويلة كي تسنح له فرصة الظهور في أدوار رئيسيّة،

بل كان ارتقاؤه سلّم النجوميّة سريعاً جداً على عكس العديد من نجوم هوليوود، وكان الذي أكسب ديلون الشهرة على المستوى العالمي دوره في فيلم «روكو وإخوته» 1960، الذي فاز بجائزة التحكيم الخاصّة في مهرجان البندقيّة السينمائي.. في الفصل الخامس من الكتاب يتحدّث الكاتب عن عودة النجم إلى فرنسا عندما لم تفلح جهود ديلون الرامية إلى ترسيخ اسمه في هوليوود كما خطط لها قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة, ما دفعه إلى العودة إلى جمهوره الفرنسيّ، حيث اتسعت شعبيته أكثر من ذي قبل, وكما أنّ حياة النجوم لا تخلو من الفضائح, تعرّضت حياة أشهر نجم فرنسيّ على الشاشة في الستينات إلى هزة عنيفة على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ، وذلك في أعقاب الجدل الثائر حول تورّط ديلون في جريمة قتل حارسه الشخصيّ، والملابسات التي ألقت بظلالها على شخصيّته في الحياة الواقعيّة, إذ تمّ العثور على جثة حارس ديلون الشخصيّ في مكبّ للقمامة, وتبيّن أنّ سبب الوفاة طلق ناريّ في الرأس, وقد أدّى تحقيق السلطات في مقتل الحارس وقتها إلى كشف ملابسات الجريمة، وتورّط العديد من أبرز شخصيّات المجتمع الفرنسيّ في نشاطات إجراميّة وقضايا مخدّرات وفضائح جنسيّة.. وخلال مسيرته الفنية كان لديلون أن أنجز تصوير فيلم في مدّة زمنيّة قياسيّة لم تتجاوز الشهر، وتمّ إصداره في 1977.. وفي الفصل التاسع يضعنا الكاتب على كلّ درجات السلّم التي تدرّج ديلون في الصعود إليها، من ممثّل ذهبيّ في السينما، إلى منتج، ثمّ سيناريست، وأخيراً إلى مخرج في الثمانينات.. وتحت عنوان (معشوق النساء) يوضح لنا الكاتب أنّ وسامة النجم آلان ديون الاستثنائيّة، والتي يضرب بها المثل في كلّ مكان تعرض فيه أفلامه، جعلت منه رمزاً من رموز الفتنة والإغواء, وأصبح معشوق النساء.. إنّ «كازانوفا» السينما الفرنسيّة كان محاولة لتقديم زير النساء، والعاشق المجنون (كازانوفا) بحلّة مختلفة تصوّره.. وفي الفصل الأخير من الكتاب تحت عنوان (الاعتزال ... وعودة «كازانوفا» من جديد) نستنبط من كلمات المؤلّف, إعجابه بذلك النجم الفرنسيّ المتوهّج ديلون، والذي قدّم أداء رائعاً في بعض الأدوار الملهمة، والتي ستبقى خالدة في ذاكرة السينما، مع أنّ إمكاناته الفنية والتمثيليّة غالباً ما تعرّضت للانتقاد من بعض النقّاد الذين أعلنوا أنّ اعتماده المطلق في الأفلام التي صوّرها في العصر الذهبيّ، إنما كان بسبب وسامته فقط, لكن المؤلف ألغى وجهة النظر تلك بقوله: «لكن يبدو أنّ نظرة هؤلاء النقّاد قد توقّفت فقط عند كاريزما ديلون وجاذبيّته الساحرة, لأنّهم عجزوا عن رؤية قسمات وجهه المعبّرة جداً, فديلون هو أكثر الموهوبين في عالم السينما, إذ يستطيع التعبير بعينيه في دقائق قليلة أكثر ممّا ينطق به معظم الممثلين في ساعتين من الحوار ..».. ويلحق الكتاب بفصل (فيلموغرافيا آلان ديلون)، بالإضافة إلى ملحق صور له..

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024