الأحد 2017-02-12 20:55:19 الفن التشكيلي
الجرأة والنضوج في لوحات معرض التشكيلي فؤاد دحدوح بغاليري كامل

أغنى التشكيلي فؤاد دحدوح مساء اليوم تجربته الفنية المعروفة في مجال النحت بما تحمله من تراكم فني ومعرفي وأكاديمي عبر رحلته الفنية الطويلة من خلال لوحات معرضه الست عشرة في غاليري كامل والتي حملت بصمة مصور متمكن من ريشته وألوانه وباحث مجتهد على صعيد التجديد في مفاهيم سطح لوحة الحامل.

وجاءت أعمال المعرض بأحجام كبيرة وبتقنية الاكريليك على قماش حاملة مواضيع إنسانية ودراما حياتية بأبطالها الانثوية ضمن مشاهد متعددة بأسلوب تعبيري خاص اقترب من التجريد الغنائي المعتمد على الهارموني بين التكوين واللون وبألوان متمردة حارة قوية وصريحة تارة وبألوان ضبابية لا تخلو من الدفئ في أعمال أخرى.

وتضاف هذه التجربة الفنية مع اللوحة إلى مجموع تجارب الفنان مع اللوحة السابقة إلا أنها اتسمت بالجرأة والتطور بشكل واضح عن سابقاتها من حيث الموضوع والشكل ولا سيما أنها أخذت منحى التصوير الزيتي بعيدا عن مناخات النحت الذي يختص به صاحب المعرض.

وحول تركيزه في هذه الفترة على اللوحة يقول الفنان دحدوح في تصريح لـ سانا الثقافية.. إن اللوحة لدي هي مشروع مكمل للعمل النحتي ولا يتعارض أحدهما مع الآخر فهنا أتعامل مع السطح وإنه مع النحت تكون الكتلة والفراغ هما أساس العمل الفني وفي كليهما أعبر عما يجول في داخلي مبينا أن الفنون التي جاءت ما بعد الحداثة اختلطت فيها أنماط عديدة من الفنون وتداخلت جميعها لضمان نجاح العمل الفني وإنتاج عمل يحمل سمات عديدة وافكارا غنية.

ويوضح الدكتور دحدوح أن التجديد مطلوب من الفنان ويجب أن لا يكون أمينا في هذه الحالة لأسلوب فني أو اتجاه تقني معين لافتا إلى أن التجديد يجب أن لا يكون قسريا كي لا تأتي النتيجة عرجاء حيث يجب أن يأتي التغيير من خلال التجربة اليومية العملية للفنان.

ويرى الأستاذ في كلية الفنون الجميلة أن السوق الفنية المحلية مرتبطة بالسوق الفنية العالمية ويقول.. إن الأزمة التي نعيشها كان لها تأثير بالغ في الأسواق الفنية العالمية عموما ما يدفعنا للقول إن الاقتناء أخذ بالانكماش نوعا ما عالميا مشيرا إلى أن إقامة المعارض الفنية في هذا الوقت في مختلف المدن السورية مهم جدا للتأكيد على أن النوافذ ما زالت مشرعة لمستقبل جميل.

وحول اهتمام لوحاته بالمرأة يوضح دحدوح أن حالته النفسية هي التي تلعب الدور الأهم في اختيار أبطال أعماله الفنية مبينا أن المرأة عنصر جميل ومعبر ويحمل الكثير من الدلالات ما يمكن من توظيفه بالشكل المطلوب في اللوحة.

والفنان فؤاد دحدوح من مواليد دمشق عام 1956 تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت عام 1981 ونال دبلوم المدرسة الوطنية العليا في فرنسا عام 1984 وماجستير المدرسة الوطنية العليا في بولونيا عام 1987 ودكتوراه في مجال الميدالية قسم العلوم الإنسانية في بولونيا عام 1993 وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ومدرس في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم النحت وله معارض فردية وجماعية عديدة داخل سورية وخارجها وأعماله مقتناة في وزارة الثقافة والمتحف الوطني ومتحف تدمر وضمن مجموعات خاصة في أنحاء العالم.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024