الأحد 2016-04-24 21:32:12 كــتب
“التقويم وحساب الزمن في حضارات الشرق القديم” كتاب جديد للباحث عيد مرعي

“التقويم وحساب الزمن في حضارات الشرق القديم” كتاب جديد للدكتور عيد مرعي تحدث في مقدمته عن أهمية التقويم كحاجة ضرورية للإنسان لتنظيم أمور حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والإدارية وغيرها.. فقد أدرك الانسان القديم هذه الحقيقة قبل معرفته للكتابة بآلاف السنين مع تعاقب ظهور الشمس والقمر والكواكب والليل والنهار والفصول المختلفة.

ووضع الإنسان القديم حسب الباحث مرعي تقاويم تعتمد على تقسيم الزمن إلى وحدات متعددة متفاوتة في الطول بالاعتماد على حركة الكواكب المعروفة ودورانها حول نفسها أو حول كواكب أخرى فنشأ تقسيم الزمن إلى ساعة ويوم وأسبوع وشهر وفصل وسنة وهكذا نشأت تقاويم مختلفة في الحضارات القديمة وعلى الأخص في حضارات الشرق القديم واعتمد بعضها على دورة الشمس فأوجد التقويم الشمسي في حين اعتمد بعضها على التقويم القمري.

والتقاويم المستخدمة حاليا في معظم مناطق الوطن العربي سواء القمرية أو الشمسية هي تقاويم ذات جذور ضاربة في القدم تستمد أصولها من الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد الرافدين وبلاد الشام ووادي النيل وشبه الجزيرة العربية والتي كانت أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية.. ويحاول الباحث في هذا الكتاب أن يقدم تاريخا موجزا لتلك التقاويم القديمة والتي ما زالت مستخدمة حتى اليوم.

ويوضح مرعي أن السومريين الذين يعدون من أقدم الشعوب المعروفة تاريخيا قد أوجدوا تقويمهم الخاص بهم وكذلك فعل البابليون والآشوريون والآراميون وغيرهم من شعوب سورية وبلاد الرافدين وكان تقويم كل هؤلاء قمريا بيد أنهم عرفوا الكبس أي إضافة شهر إلى أشهر السنة الاثني عشر المعروفة وذلك لموازاة التقويم القمري مع التقويم الشمسي.

ويتضمن الكتاب الصادر عن الهيئة السورية للكتاب بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف ومركز الباسل للبحث العلمي والتدريب الأثري ستة فصول يتناول الأول منها التقاويم السومرية والبابلية والآشورية .. والثاني التقويم الآرامي السرياني .. والثالث التقويم المصري القديم .. بينما يتناول الفصل الرابع التقويمين العبري والفارسي .. ويتناول الخامس التقويمين اليولياني والغريغوري..وأخيرا الفصل السادس التقويم عند العرب قبل الإسلام.

وعن دخول التقويمين اليولياني والغريغوري إلى حياتنا اليومية بعد أن سادا في العالم الإغريقي الروماني يجيب مرعي أن جذور هذين التقويمين مصرية قديمة نقلها الرومان إلى روما بعد احتكاكهم بالحضارة المصرية القديمة وتأثرهم بمنجزاتها المختلفة اضافة إلى أن التقويم الغريغوري هو التقويم السائد في العالم حاليا وتستخدمه معظم شعوب الأرض.

كما يتضمن الكتاب الواقع في 160 صفحة من الورق الصقيل ملاحق مصورة من شبكة الانترنت وأسماء المصادر والمراجع العربية والأجنبية وملخصا للكتاب باللغة الانكليزية.

ويرى الباحث مرعي أن أهمية التقويم تبرز في دراسة تاريخ الإنسان بشكل خاص اذ لا يمكن معرفة ذلك التاريخ وفهمه بدقائقه وتفاصيله دون وجود تقويم معتمد في التأريخ للأحداث والتطورات المختلفة .. ونحن في النهاية مدينون للقدماء الذين أبدعوا التقاويم.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024