الثلاثاء 2016-04-12 01:59:10 الفن التشكيلي
الأمل يكمن في الأشياء المتعاقبة .. إجماع في يوم المسرح العالمي على «المسرح حياة.. والحياة مسرح »

سيريانديزـ مكتب اللاذقية- منال زوان
قد تعجز الكلمات عن احتواء هكذا مناسبة وخشبة المسرح تأن من قلة مشاهديها تارة، وتغص من آلام ممثليها تارة أخرى . هو المسرح بالرغم من معاناته استطاع  توحيد خشبات مسارح العالم في احتفالية يومه العالمي، وكان لخشبة المسرح القومي في اللاذقية احتفاليتها الخاصة برعاية مديرية الثقافة، التي تضمنت مجموعة من الفقرات الفنية والمسرحية، شملت معرضاً للديكور المسرحي في بهو المسرح،إضافة لمعرض أفيشيات لمعظم الأعمال المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح خلال السنوات الماضية . و فيلم تسجيلي حمل عنوان "المسرح القومي في اللاذقية عبر الذاكرة "من إعداد مجد يونس أحمد، وإشراف الدكتور محمد اسماعيل بصل .ٍ
بدء الاحتفال بكلمة ألقاها مدير المسرح القومي في اللاذقية الدكتور محمد اسماعيل بصل بترجمة أخرى لكلمة المخرج الروسي أناتولي فاسيلييف وبعض ما جاء فيها ( اذهبوا إلى المسرح، واحتلوا كل الصفوف اﻷمامية، وكذلك الشرفات، وانصتوا للكلمة، وتأملوا المشاهد الحية، إنه المسرح أمامكم ، لا تهملوه، ولا تفوتوا أي فرصة للمشاركة فيه، فلربما تكون أثمن فرصة لنا أن نتشاركه في حيواتنا الفارغة الراكضة )  كما وجه د. بصل التحية لروح المبدع سعدالله ونوس مذكراً السوريين بذاك اليوم الذي اختير فيه لإلقاء كلمة المسرح العالمي في عام 1997.
وفي يوم المسرح العالمي الذي لم يستطع توحيد احتفالاته في اللاذقية أكد د .بصل في تصريح خاص لسيريانديز:" أنه لا يرى في ذلك سوى ظاهرة صحية على أرض اللاذقية التي كانت ومازالت تحصد جوائز سنوية عل مستوى القطر وخارجه .وذلك يعود لوفرة الكوادر المسرحية، وخاصة أن المسرح القومي ودار الأسد للثقافة ينتميان لجسد واحد وشجرة واحدة هي وزارة الثقافة. والمناسبتين أقيمتا بوقت مختلف ومن حضر في دار الثقافة، أتى وشارك هنا في احتفالية المسرح القومي .


وانطلاقاً من الأمل الذي يكمن في الأشياء المتعاقبة في نظر ونوس، والتي تحمل راية المسرح وفضلاً عن جيل أبو خليل القباني الذي أسس لحركة مسرحية في بلاد الشام، وجاء من بعده ونوس وعدوان والماغوط وأسعد فضة ونضال سيجري وغيرهم ، وتشجيعاً للجيل المسرحي الشاب تم تقديم عرض مسرحي لفرقة أليسار المسرحية "هي هيك" تأليف وإخراج: مجد يونس أحمد .هذه المسرحية التي نقلت ما يجري وراء الستار من معاناة  لممثلي المسرح وكتابه ومخرجيه ونصه، لتضعه أمام جمهورها الذي أصبح تائها بين شعارات قومية، وأخرى دينية في ظل أزمات وحروب، أبعدته عن الموروث الثقافي النقي . كما وتم تقديم عرض مسرحي آخر لمجموعة هواة من جمعية شباب للفنون في استعراض للمدارس المسرحية بأدواتهم وأسلوبهم .


وفي تصريح خاص للمخرج والسناريست الياس الحاج قال : إن المسرح حياة والحياة مسرح .على هذه الخشبة قضيت سنوات عمري في مطلع سبعينيات القرن الماضي ذكروا عروضاَ مسرحية كنت بطلاً فيها يوما ما . في المسرح نعود دائما إلى الحقيقة والتواصل المباشر مع الناس .ويبقى هناك ذاكرة وحيدة وعرق أولئك الذين سبقونا وحملوا راية المسرح اللاذقاني جرجي بولس الحاج الذي أسس لهذا المسرح أولاً ومصطفى قاسم السيد ومن بعدهم جاء ابراهيم كردية وعدنان السيد ونبيه نعمان وعدداً كبير من الرواد وأنجزت عنهم مسلسلاً تلفزيونياً.
وتابع : المسرح الذي وقف عليه كبار رواد مصر وغيرهم .هذا المسرح الذي يعود إلى عبد اللطيف فتحي وعدنان بركات. ارتباطي بالمسرح هو ست عشرة مسرحية اقتنتها مني وزارة الثقافة، وأخرجت ثماني مسرحيات للمسرح القومي ومنها ما  قدمته هنا. في يوم المسرح العالمي أعود إلى رحمي الأول إلى إبحاري الأول إلى أول نص مسرحي اقتنته مني وزارة الثقافة "رحلة البحار الصغير" .
وفي محطة أخرى مع الإعلامية لبابة يونس: أشارت إنه لمن الجمال أن يكون للمسرح يوماً خاصاً به تتوحد فيه خشبات المسارح في العالم، وطالما نادى المسرح بالحياة ،هو الحياة رغم الحروب والمآسي لابد أن يكون هناك بقعة مضيئة هو المسرح ،منارة وضوء ونور ومعرفة وعلم وفن وإبداع، والاحتفالية هي احتفالية مكان وزمان

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024