يرتبط المطرب صفوان عابد بالغناء التراثي وبمدينته حلب فهو لم يغادر الشهباء رغم كل ما تعانيه و مازال حتى اليوم مواظباً على عمله الفني الأصيل فيها محافظاً على تراث مدينته العريق من الغناء بالوانه المتعددة الذي اشتهرت به على مستوى العالم.

عن مشروعه الفني يقول المطرب عابد في حديث لسانا .. “أعمل حالياً على تطوير الأغنية التراثية ونشرها بين الجيل الجديد كي لا تضيع وخوفاً عليها من الاندثار مثل الموشح والدور والطقطوقة مع إضافة ألحان جديدة من روح التراث لتكون مدرسة جديدة تنهل منها الأجيال القادمة خاصة ان هناك الكثير من المطربين والنجوم يغنون الموشح اليوم بكثير من الأخطاء سواء في الكلمة أو اللحن”.

يرى عابد ان الحرب الكونية على سورية أثرت على أطياف المجتمع ككل لافتا إلى ان ممتهني الفن تأثر عملهم سلبا أما أصحاب الرسالة الفنية فاستمروا بعملهم وعطائهم الثقافي والفني بشكل أكبر من أي وقت مدفوعين بمحبتهم لوطنهم ولفنهم محاولين تذليل كل العوائق والصعاب فأحيوا المهرجانات وقدموا الاغاني الوطنية.

ويعبر عابد عن رضاه لما وصل اليه بعد مشواره الفني الطويل ويقول.. “أحاول تقديم رسالة فنية وإنسانية ولست طالباً للشهرة أو النجومية لأني اعتبر نفسي جزءا من مدرسة فنانين حملوا رسالة الفن الخالدة دون ان يسعوا وراء النجومية بل كانوا متعلمين ومعلمين”.

ويشير عابد إلى ان المؤسسة الإعلامية الرسمية لم تقصر في دعم الأغنية السورية عبر مسيرة طويلة من إنتاج الأغاني ووصولا إلى إقامة مهرجان للأغنية السورية استمر لفترة طويلة وكان له نتائج مهمة في انتعاشها وتطورها مبيناً ان المؤسسة الثقافية الرسمية كان لها دور في دعم الشعراء الغنائيين من خلال إقامة المسابقات السنوية لاجمل أغنية مكتوبة.

ويدعو المطرب الحلبي إلى دعم ورعاية الأصوات الشابة الجيدة والمميزة والتي توجد بكثرة سواء في حلب أو في غيرها من المدن والمحافظات ناصحاً الجيل الشاب من المغنين بضرورة صقل موهبتهم وتثقيف انفسهم واحترام من سبقوهم في هذا المجال وتذكر أساتذتهم دائماً والتواضع مهما بلغوا من نجومية.

ويوضح عابد ان الفنان السوري الذي يقدم فن بلدنا الأصيل في الخارج هو إضافة للأغنية السورية كونه يحمل تراثنا الغنائي ويعرف الناس عليه مبيناً ان المشاركة في المهرجانات العالمية وتمثيل سورية ورفع علمها مدعاة لفخر كل فنان أصيل.

صاحب التجربة الكبيرة مع الدراما السورية سواء في أغاني الشارات أو الأغاني المستخدمة ضمن الموسيقا التصويرية يقول.. ان “أغاني الشارات الدرامية من أصعب الأغاني لانها محدودة بزمن وتحاكي قصة بصورة تعبيرية متكاملة مع النص”.

ويعتبر عابد ان الأغنية السورية متنوعة منتشرة بكل ألوانها من أيام رفيق شكري ونجيب السراج ودياب مشهور وموفق بهجت وغيرهم رغم غياب القطاع الخاص عنها إنتاجيا ويقول.. “لا يوجد في سورية شركات فنية تتبنى وتدعم الغناء المحلي ما أفسح المجال لسماسرة دخلوا مجال الفن واستفادوا من غياب هذه الشركات ليلعبوا دور المسوقين للفنانين ولإنتاجهم الغنائي دون النظر للسوية الفنية وسعياً وراء الربح المادي فقط”.

ويعتبر ابن حلب ان “الحفلات الغنائية في دار الأوبرا تعاني اليوم من عدم تحديد معايير فنية لمن يستحق الوقوف على مسرحها ونشاهد بعض المغنين ممن لا يملكون الكفاءة الفنية اللازمة ومع ذلك تقام لهم الحفلات في هذا الصرح الحضاري والثقافي السوري والذي يجب أن يمثل الوجه الفني الحقيقي لبلدنا” لافتا إلى ضرورة مراعاة الكفاءة الفنية فيما يقدم في كل المنابر الثقافية والإعلامية ليكون الفنان المناسب في المكان المناسب.

ولا يبحث المطرب والملحن الحلبي عن الكم على حساب السوية الفنية فيما يقدمه من أغان سواء المنتمية للقالب التراثي الحلبي أو الوطنية منها لذلك نال العديد من الجوائز في المهرجانات ومنها مهرجان الأغنية السورية وكرم من رئيس مجمع الموسيقا العربية كما أعطى العديد من المطربين أغاني من ألحانه.

ويعبر عابد عن تفاؤله بمستقبل الأغنية السورية ويختم بالقول.. “أغنيتنا بألوانها المتعددة والجميلة قادرة على الحضور محلياً وعربياً وفي أهم مسارح العالم بما تملكه من قيمة فنية في الكلمة واللحن واعتماداً على الأصوات السورية المتمكنة”.

والفنان صفوان عابد بدأ الغناء في سن السادسة وتتلمذ على يد الموسيقيين عبد القادر حجار وعبد الرحمن مدلل ونديم الدرويش وعدنان أبو الشامات كما عمل مرددا في إذاعة حلب وبعد ذلك انتسب لنادي شباب العروبة وأقام حفلات وسهرات فردية على مسارح سورية وأحيا حفلات في مهرجان الأغنية السورية وشارك بافتتاح دار الأوبرا الكبير في القاهرة والإسكندرية كما شارك في غناء الموسيقا التصويرية لعدة أعمال أبرزها الزير سالم وصقر قريش وتمر حنة وذكريات الزمن القادم وصلاح الدين وربيع قرطبة وغيرها.