الأحد 2016-02-14 20:25:47 مراكز ثقافية
الجولان.. إرادة شعب.. وقضية وطن”… في ندوة ثقافية بمكتبة الأسد الوطنية

بمناسبة الذكرى الـ 34 لإضراب أهلنا في الجولان السوري المحتل رفضا للهوية الإسرائيلية وقرار ضم الجولان نظم فرع القنيطرة لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون مع الهيئة السورية لضحايا العنف والإرهاب ومؤسسة أحفاد عشتار ندوة ثقافية في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق اليوم تحت عنوان “الجولان.. إرادة شعب.. وقضية وطن”.

وأكد الدكتور “خلف المفتاح” عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام في كلمة خلال الندوة أن انتفاضة أهلنا في الجولان الحبيب أكدت أن شعبنا لديه من إرادة الحياة والإرث النضالي الطويل ” ما يمكنه من إسقاط المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة” منوها بالمواقف البطولية لأبناء الجولان المحتل وتصديهم لسلطات الاحتلال وتمسكهم بعروبتهم وهويتهم العربية السورية وتشبثهم بأرض الآباء والأجداد ومواصلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي لتحرير كامل الجولان .

ولفت المفتاح إلى المعاني والدلالات الوطنية والنضالية لمعركة الدفاع عن الهوية العربية السورية في الجولان المحتل مشددا على أهمية “تكريس ثقافة المقاومة كسلوك عام في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة القوة” مبينا أن الغرب والكيان الصهيوني يحاولان بكل الوسائل وعبر أدواتهم في المنطقة تقسيم الأوطان ونزع الفكر الوطني والهويات الوطنية وتوجيه البوصلة بعيدا عن القضية الفلسطينية وحرفها إلى صراعات بينية ذات طابع عرقي ومذهبي خدمة لمصلحة الكيان الصهيوني .

من جانبه قدم الإعلامي الدكتور “سمير أبو صالح” الباحث في قضية الصراع العربي الإسرائيلي وشؤون الجولان في محاضرته تحت عنوان ” الجولان انتماء” لمحة حول السياسات الإسرائيلية التعسفية في الجولان المحتل منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم والأطماع الصهيونية بالجولان والمشروع الإسرائيلي الذي أجهض بمحاولة خلق منطقة عازلة على أرض الجولان تحول بين أهله وبين الوطن الأم سورية مبينا أن أبناء الجولان في قراهم المحتلة واجهوا منذ الأيام الأولى للاحتلال عصاباته المسلحة بالمقاومة والنضال في سبيل الحفاظ على هويتهم العربية السورية.

وأشار “أبو صالح” إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية تلتزم التعتيم على نضال أهالي الجولان ضد الاحتلال مبينا أن ” مقاومتهم سارت بمسارين متوازيين مسار الكفاح المسلح ومسار النضال السلمي فشكلا مقاومة حقيقية ارتقى خلالها عشرات الشهداء من داخل الجولان وخارجه”.

بدوره أكد المحامي “نعيم آقبيق” المستشار القانوني للهيئة الأهلية السورية لضحايا العنف والإرهاب في محاضرته تحت عنوان “الجولان والقانون الدولي” أن “إسرائيل” هي أساس مدرسة الإرهاب في الشرق الأوسط مشيرا إلى جملة من الممارسات التعسفية والاستيطانية التي مارستها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق أهلنا في الارض المحتلة كإحداث البؤر الاستيطانية وتهجير الأهالي من قراهم وتغيير أسماء البلدات والشوارع وإطلاق الأسماء العبرية عليها.

وبين “آقبيق” أن جميع القرارات الصادرة عن سلطات الكيان تمثل انتهاكا للشرعية الدولية ولا سيما قرار ضم الجولان إذ يعتبر هذا القرار باطلا ولاغيا قانونيا ولا شرعية له على أرض الواقع لأنه يتنافى مع اتفاقية جنيف المتعلقة بالمواطنين تحت الاحتلال.

من جهتها أكدت الدكتورة “أيسر الميداني” رئيسة مؤسسة أحفاد “عشتار” في محاضرتها تحت عنوان “محاربة الإرهاب خطوة على طريق تحرير الجولان” أن الإرهاب بدأ مع الصهيونية في بداية القرن الماضي عبر تشكيل العصابات الصهيونية التي عملت على تدمير فلسطين مستعرضة نضال أهالي الجولان في قراهم المحتلة وتمسكهم وتشبثهم بالهوية والانتماء للوطن رغم الحصار والتجويع وسياسة الترهيب والترغيب التي مارستها سلطات الكيان العنصري التي باءت بالفشل وسقطت أمام عظمة أبناء الجولان وصمودهم الأسطوري وإضرابهم المفتوح الذي يعد الأطول في عصرنا الحالي.

وطالبت “الميداني” بفرض العقوبات على الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعة بضائعه و التعريف الدائم بقضية الجولان في المدارس والجامعات وتشكيل لجان شعبية في سورية لدعم أهالي الجولان ودعم اقتصادهم عبر المشاريع الصغيرة.

وتخلل الندوة عرض فيلم وثائقي تحدث عن بطولات أهالي الجولان في نضالهم ضد الاحتلال وأبرز المحطات التاريخية التي تعبر عن صمودهم الأسطوري.

كما تخلل الندوة اتصال هاتفي مع “بشر المقت” شقيق المناضل “صدقي المقت” عميد الأسرى السوريين في سجون الاحتلال أكد فيه تمسك أهالي الجولان بهويتهم العربية السورية وخوض معارك النضال ضد الاحتلال حتى تحرير كامل الأراضي المحتلة منوها بالبطولات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في محاربته الإرهاب.

وفي اتصال هاتفي آخر أكد الأسير المحرر “ماجد الشاعر” صمود أهالي الجولان في أرضهم ووقوفهم إلى جانب وطنهم الأم شعبا وقيادة وجيشا موجها التحية لكل القوى الوطنية والدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب.

وفي تصريح للصحفيين أكد وزير الثقافة “عصام خليل” أن الجولان العربي السوري المحتل قطعة من سورية العزيزة والغالية معتبرا أن الشعب السوري الصامد في مواجهة أعتى حرب إرهابية يستمد كثيرا من الصمود الذي أوحى به أهالي الجولان المحتل الذين ظلوا رغم كل ظروف الحصار والضغط ومحاولة فرض الهوية الإسرائيلية مخلصين لوطنهم ومرتبطين بجذورهم مؤكدا أن هذا الارتباط ” كفيل بتحقيق النصر واسترجاع كل شبر من هذه الأرض المقدسة بهمة جيشنا العربي السوري”.

من جانبه أكد “وليد أباظة” أمين فرع القنيطرة لحزب البعث العربي الاشتراكي أن إضراب أهالي الجولان جاء انتصارا للقيم الوطنية والحقوق المغتصبة لافتا إلى أن” المقاومة الشعبية المتجددة في الجولان الصامد أخذت أشكالا متعددة قدم فيها الجولانيون الشهداء والأسرى والمعتقلين دفاعا عن الهوية والوجود ” في مواجهة القرارات والممارسات التعسفية والعنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تهويد الجولان وسلخه عن الوطن الأم.

بدوره حيا محافظ القنيطرة “أحمد شيخ عبد القادر” أبناء الجولان المحتل وهم يجددون الإرث النضالي الكبير للثورة السورية الكبرى من خلال إحيائهم لذكرى الإضراب الوطني المفتوح مشيرا إلى الملحمة البطولية التي سطرها أهالي الجولان من خلال تنفيذهم للإضراب الذي استمر طوال ستة أشهر.

وفي ختام الندوة وجه المشاركون برقية باسم جماهير محافظة القنيطرة أكدوا فيها أن الأهل الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل مضرب المثل في الصمود والتضحية في تحديهم للمحتل الغاصب وأن ليل الاحتلال إلى زوال.

حضر الندوة عدد من أعضاء مجلس الشعب ورئيس اتحاد الصحفيين ومستشار السفير الإيراني بدمشق وأعضاء قيادة فرع الحزب والمكتب التنفيذي بالقنيطرة ورؤساء النقابات المهنية في المحافظة ورجال دين وفعاليات شعبية واقتصادية.

يذكر أن أهلنا في الجولان السوري المحتل أعلنوا في الرابع عشر من شباط عام 1982 إضرابا وطنيا استمر ستة أشهر احتجاجا على القرار الصادر عن سلطات الاحتلال الاسرائيلي في 14 كانون الأول عام 1981 القاضي بضم الجولان السوري المحتل وتطبيق قوانين الاحتلال عليه وهو ما شكل محطة من محطات نضال أهالي الجولان المشرف ضد الاحتلال ونزعته التوسعية.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024