السبت 2016-01-02 12:14:16 كــتب
كتاب تحتاجه الذاكرة

لعالم الذي لايعرف استقرارا، ولاهدوءا، وظهرت همجيته وعدوانيته وعريه بكل ما فيه الان، هل يحتاج الى معجزة لاعادته الى حيث الدفء الانساني والحضارة والثقافة والعمل ؟

‏‏

كتاب العرب والعالم وحوار الحضارات للدكتور والمفكر والمربي السوري الراحل عبد الله عبد الدائم الصادر في مطلع القرن الحادي والعشرين بدمشق يحاول ان يجيب على ذلك وبطريقة تقدم حلا ثقافيا ومعرفيا، ومن المعروف ان الدائم قدم للمكتبة العربية مئات الابحاث الهامة في الفكر القومي والتربية والثقافة، وهو حين يتحدث عن حوار الحضارات فانما يتحدث عن تجربة ودراية ومعرفة.‏‏

يرى الدائم ان العالم اليوم احوج ما يكون للحوار والثقافة، لانه على مفترق طرق، وهذا المفترق الذي توقف عنده الدائم واشار اليه وصلنا اليه، واذا كان الحوار مطلوبا فكيف ؟ وبين من ومن ؟ هل يحاور الضعيف القوي، ام الحوار بين الثقافات ؟‏‏

ومن ثم ما هي الثقافة المطلوبة الان، ومن يحدد ملامحها ويرسم خطاها في العالم العربي الذي بدا مشغولا بكل شيء الا الثقافة والحضارة، ويخلص المفكر الدائم الى القول: هي ان السلوك في هذا المجال - الثقافة - ينطلق من ادراكنا العميق للارتباط المتبادل بين الثقافة والعلم الحديث حتى ان بعضهم يعرف الثقافة المتقدمة والحديثة بانها العلم حين يغدو ثقافة،ويعرف الثقافة المتخلفة بانها العلم حين ينفصل عن الثقافة او الثقافة التي لايؤسسها العلم، والحق ان الظاهر ة العامة التي تلخص معطيات التخلف في البلدان النامية هي عدم اندماج العلم في حياة المجتمع المادية والفكرية والروحية ونتيجة ذلك نشهد قيام كيان المجتمع على كتلة مفارقات وتناقضات،و تناقض بين احدث طراز للسيارات وبين سلوك راكبها وكانه يركب جملا، التناقض بين المكتبة الغنية بالكتب وبين صاحبها الذي لايدخلها الا حين يريد اطلاع زواره عليها..‏‏

يقع الكتاب المذكور في 136صفحة من القطع المتوسط.‏‏ 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024