الأحد 2015-12-27 16:55:20 الفن التشكيلي
التشكيلي مسعد عبد الرحمن: الفن ذاكرة الأجيال القادمة

لم تثن سنوات الحرب على سورية التشكيلي مسعد عبد الرحمن عن عمله فكانت مصدر الهام له و لم تغفل قضيته التي التزم بها منذ عشرات السنين عن لوحاته فكانت الحرب لوحة جسدت أفكاره ومعتقداته وكانت فلسطين بوصلته التي لم تغب يوما عنه ليحول الحرب إلى فن يروي فيه حكاية انتصار محتم للسوريين في وجه إرهاب أعمى أحرق كل شيء إلا إرادة الحياة.

يقول الفنان التشكيلي الفلسطيني عبد الرحمن في حديث لـ سانا إن حياته امتلأت بالتنقل والترحال بعد نكبة عام 1948 ما أثر كثيرا في خياراته لاحقا كفنان تشكيلي بعد أن بدأت ملامح الإبداع تظهر لديه في سن مبكرة.

ويروي عبد الرحمن مسيرة ألم وأمل بعد أن هجر وعائلته من فلسطين إلى الأردن وبعدها انتقل إلى درعا حيث أقام في هذه المدينة التي أثرت في مزج فنه بين تراث حوران وتراث فلسطين مؤكدا أنه استلهم من التراثين الكثير في لوحاته التي بدأها في حدود سن الخامسة عشرة وبدأت معها ملامح الإبداع كفنان بأدوات بسيطة تنطلق من الواقع.

درس الفنان عبد الرحمن في مدرسة الراهبات بدرعا وانتقل إلى مدرسة ابتدائية في منطقة المنشية حيث يستذكر رائحة الكراديش وهو خبز كانت تصنعه الفلاحات في حوران بمكونات خاصة ومن ثم انتقل للدراسة في المعهد القومي العربي.

أقام الفنان عبد الرحمن أول معرض رسم له في المعهد القومي العربي بعد أن تمكن من إنجاز أولى لوحاته الفنية وتابع دراسته الثانوية وحصل بعدها على إجازة في الفنون الجميلة من جامعة دمشق عام 1976.

انطلق الفنان من واقعه وتأثر كثيرا به فانعكس على لوحاته التي اتسمت بالواقعية وقدم نماذج متعددة في التراث والتمسك بالأرض وحبها حيث تجذرت القضية الفلسطينية في فنه كما تجذرت سورية التي عاش فيها منذ نعومة أظفاره وانعكس ذلك في لوحاته.

يعيد الفنان عبد الرحمن ذو الست والسبعين عاما اليوم فنه إلى الواجهة بعد أن تأثر بالحرب التي تشن على سورية فكانت حتمية الانتصار لسورية والقضية الفلسطينية حاضرتين في لوحاته وكان الشهيد الفلسطيني والأشجار الراسخة وغيرها من اللوحات التي عبر فيها عبد الرحمن عن علاقته الروحية بأعماله من خلال اختياره للألوان مشيرا إلى أن “الفن ذاكرة الأجيال القادمة ومن لم يشتم عطر التراب لا يعرف الانتماء”.

ولأن السياسة ليست بعيدة عن الفن يرى الفنان عبد الرحمن أن كل ما يجري في سورية اليوم يهدف إلى تشويه دورها في دعم القضية الفلسطينية مؤكدا أن كل المتآمرين يعرفون أن سورية لن تخضع بقيادتها وجيشها لهذه الأهداف وستبقى فلسطين حاضرة وأكبر دليل هذا التماهي الكبير ما بين المقاومة في لبنان والجيش العربي السوري مشيرا إلى أن مشروعه القادم سيكون تعبيرا عن هذه العلاقة الوطيدة التي تربط سورية بالمقاومة.

يشار إلى أن الفنان مسعد عبد الرحمن أقام معرضا فنيا في مخيم النازحين بمدينة درعا قبيل بدء الأحداث في المدينة لكن المعرض تعرض للنهب والتخريب من قبل مجموعات إرهابية في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024