تضمن عدد شهر كانون الأول من مجلة المعرفة عددا من البحوث والدراسات الأدبية والجمالية والنفسية والعلمية فضلا عن القصائد الشعرية والقصص القصيرة وملف آفاق المعرفة ومواضيع أخرى احتوت تعريفا ببعض الكتب الجديدة وحوار العدد.

وكتب عصام خليل وزير الثقافة في كلمة الوزارة تحت عنوان “تعزيز البنية المعرفية والثقافية والأخلاقية للمواطن السوري”: إننا لا ندعو إلى قطيعة معرفية مع الماضي فهذا خطأ لا يرتكبه عاقل لكننا ندعو إلى “قراءة نقدية فاحصة تنصب على كل ما شكل قناعات محسومة توارثنا تداولها بلا أي تمحيص أو تفكير حتى اكتسبت قشرة من القداسة تزداد قساوة كلما تراكم الزمن”.

وتساءل خليل “متى كان المثقفون دعاة عالميين لموقف انتهازي يلقي جانبا كلما كانوا ينظرون به على غيرهم من مبادئ وقيم من أجل حفنة مال مقبوض من شرايين شركائهم في الولادة والحياة والمصير ومتى كانت الهوية مسألة ملتبسة في اذهان السوريين حتى تمكن خطاب التحريض البغيض من استدراج الغرائز”.

وبين رئيس التحرير الدكتور علي القيم في كلمة العدد بمقاله الرها مدينة المياه المتدفقة أن هذه المدينة وهي أورفا القديمة من أمهات مدن شمال سورية وانطلق منها الأدب السرياني ومركز انطلاق الحركة التجارية والعلمية والأدبية على مدى قرون عديدة وقد عرفت بماضيها التليد ورجالاتها العظام أمثال مار أفرام ومار يعقوب ومار رابولا.

وفي بحثه الحطيئة في مرايا التلقي رأى الدكتور فايز الداية أن الحطيئة نال موقعا في الرصيد الثقافي العربي المعاصر وهو بمقياس الشهرة يتقدم كثيرا من شعراء تراثنا ولكن هذه الصورة التي شكلت في المحافل الأدبية وفي أوساط الجامعات والكتب التعليمية قد لا تكون أنصفت هذا الشاعر أو درسته بشكل يليق به.

وفي ملف الإبداع كتبت الشاعرة ساجدة الموسوي قصيدة بعنوان سراج الأعمى وكتب الشاعر محمد حمدان قصيدة بعنوان الجواد وكتب نجيب كيالي قصة بعنوان قطع غيار لكبار السن وقصة للراحل باسم عبدو بعنوان الوجه الآخر.

وفي ملف آفاق المعرفة بحث للدكتور سعد الله آغا القلعة بعنوان هل كانت الموسيقا رابع العلوم الأساسية اللازمة لفهم الكون عند اليونان أشار فيها إلى أنه في زمن الإغريق اعتمد الفلاسفة علوما أربعة أساسية تشكل بتكاملها الخلفية المرجعية لأي فيلسوف يسعى لتفسير الكون ومظاهر الحياة وفهم آلية تأثيرها على الإنسان وقد لا يفاجأ أي منا إن علم بأن الحساب والهندسة والفلك هي ثلاثة من تلك العلوم الأربعة إلا ان العلم الرابع لا شك سيفاجئ الكثيرين لأنه كان الموسيقا.

أما حوار العدد فسلط الضوء على الأديب الدكتور هزوان الوز وعلى مراحل تطور ادبه وكتاباته لافتا إلى التزامه بمنظومة وطنية وثقافية وأخلاقية تجتمع بكتاباته ليخلص إلى عالم انساني أرقى.

وفي زاوية نافذة على اصدارات جديدة سلط حسني هلال الضوء على مجموعة قصصية بعنوان بقايا ندم لغسان كامل ونوس والأدب والأدبية للدكتور حسن ابراهيم الأحمد والهوية العربية لعهد شلغين والماهدون لسمر روح الفيصل.

وفي زاوية كتاب الشهر عرضت سمر الزركي كتابا بعنوان بصدد الدولة العربية المدنية لسيف الدين القنطار جاء فيه: إن حرية المرأة شغلت اهتمام المفكرين ورواد النهضة ودعاة المشروع القومي النهضوي وقد نادى هوءلاء الرواد بروءية جديدة تسهم برفع الحيف عن المرأة وتجلى ذلك مع ظهور تيارين أحدهما تشبع بمبادئ الثورة الفرنسية وشعارات الحرية والعدالة والسماح للمرأة بالعمل.

وزين غلاف المجلة لوحتان الأولى للفنان محمود جلال بعنوان حاملة الجرة والثانية للفنان السوري العالمي الراحل عمر حمدي.