الجمعة 2015-10-30 23:38:05 أدبيات
تجارب متفاوتة المستوى في ملتقى شعري بالمنتدى العراقي

على منبر المنتدى العراقي بالعفيف شارك عدد من الشعراء في ملتقى شعري مقدمين تجارب لم يتجاوز أغلبها النظم أو الكلام العادي المقفى واكتفت بالتعبير عن مشاعر وطنية أو إنسانية أو صوفية وبعضها التزم بالموسيقا في حين قدم آخرون كلاما عاديا مقيدا بحروف الروي.02

وألقت الشاعرة أسمهان الحلواني نصوصا امتزجت فيها بعض التفعيلات الموسيقية التي تدل على موهبة إلا أن انفلات الموسيقا في بعض الأحيان يدل على ضعف المتابعة للحركة الشعرية محاولة أن تعوض بالعاطفة والقافية والروي عبر نفحات إنسانية فقالت.. “انتظرني .. فأنا بقدر الحب آتية إليك أشعل شموع العشق في دنيا الظلام وأعجن مرور الوقت بخميرةالأحلام”.

كما ألقت الشاعرة رنا العسلي نصوصا نثرية اعتمدت فيها على الدلالات المشكلة بعواطف الأنثى والتي تحاول أن ترصد مشاعر المرأة وعواطفها فوصلت إلى أسلوب شعري حديث يصل إلى مستوى الأدب غير أنها أقحمت الروي فأثر على انسياب ألفاظها الشعرية الموجودة على مساحات خيالها والواعدة بشعر حقيقي فقالت في قصيدة ظلها في روح.. يا أنت تتأرجح الساعة .. خلف قضباني تذوب اللحظة في قعر فنجاني وأنا والمقعد زحام جاثم .. معلقة أحلامنا .. على وقع خطواتك .. الهدب شهقة .. أيقظت وجداني.

وقدمت الشاعرة نبوغ أسعد مجموعة من القصائد التي ظهرت فيها المعاني الوطنية بشكل جلي وبأسلوب عاطفي كان الوجدان فيه صاحب الأثر الأكبر إلا أن قصائدها الأولى تفوقت على الأخيرة من حيث الصورة والتماسك الشعري والبنيان فقالت في قصيدة الشهيد.. “كأنك قد صعدت إلى السماء .. على جنح جميل من ضياء يسير الغيم خلفك في دلال .. وتمشي الشمس ترفل بالحياء تمد الروح في الدنيا وتمضي .. فتجعلها سبيلا للعلاء”.03

على حين جاءت النصوص التي قدمتها لميس الهبل بداية بشكل امتلك أولها الموسيقا والروي والعاطفة مثل .. أبحرت لحب يأسرني .. يأتي ببوح الأشجان فاكتملت القصيدة على هذا المنوال محافظة على مقومات النظم ثم انهار الوزن في النصوص الأخرى وظلت القافية ترافق كلامها العادي في كل النصوص كقولها في نص فريد عقدي.. وعيب الدور دوار .. خلف الليل وسهدي.

وتألق الشاعر معتز النابلسي بإلقائه الذي أعجب الجمهور رغم هشاشة الكلام الموزون الذي ألقاه بسبب استخدامه البسيط للأدوات واقتصاره على النظم علما أن القدرة موجودة على صياغة الشعر وينقصها الاطلاع والقراءة كما قال في قصيدة تأوهات وطن.. أوا وطني أوا وطني .. وما أدراك ما وطني وما أدراك ما روح .. تبث الروح في بدني وما أدراك ما عطر .. يضوع بدوحة الشجن.

وجاءت قصيدتا الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق الاثنتان بتفوق على باقي النصوص التي ألقاها بسبب التقنية التي استخدمها واستطاعته أن يكون النصين الشعريين في البداية بشكل بنيوي بعيد عن الزحافات والعلل كما كانت النفحة الإنسانية واضحة منذ بداية النص إلى آخره كقوله في قصيدة الذات الشاعرة “أمشي على ظلي كمثل غمامة ..طل و أمطر كالسماء كواكبا والشعر حولي كالظلال لموكب ..أنا أمة حبلى تضيء مناقبا”.

يبدو أن المنتدى ينتقي مشاركيه بشكل عشوائي دون الاهتمام لما سيقدمه الشعراء من مستويات فنية أما اللغة العربية فكانت حاضرة وحذرة في أغلب النصوص المقدمة والموهبة الشعرية لم تفارق الأمسية وإن كانت المستويات اختلفت بين شاعر وآخر.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024