الإثنين 2015-10-26 22:05:32 فنان وتعليق
اثنان وعشرون عاما على رحيله.. نهاد قلعي ما زال حيا في ذاكرة وقلوب السوريين-

قامت جمعية أصدقاء دمشق بالتعاون مع مكتبة الأسد الوطنية مساء اليوم حفلا تكريميا للفنان الكبير نهاد قلعي بمناسبة مرور اثنين وعشرين عاما على رحيله تقديرا لمسيرته الفنية الغنية ولأعماله التي ساهمت في إرساء دعائم الدراما السورية وانتشارها وذلك في قاعة المحاضرات بالمكتبة.

وتخلل الاحتفال عرض فيلم وثائقي قصير للمخرج مصطفى بروقاي استعرض من خلال خمسة وثلاثين دقيقة أهم المنعطفات الفنية في حياة الراحل قلعي ابتداء من افتتاح التلفزيون العربي السوري وعلاقته به وصولا إلى أواخر حياته في المسرح والسينما والأعمال الدرامية التي قام بتأليفها والتمثيل فيها مع الفنان الكبير دريد لحام كصح النوم ومقالب غوار وحمام الهنا وغيرها.

كما تضمن الفيلم بعضا من شهادات الفنانين الذين رافقوا الراحل قلعي خلال مسيرته الفنية على مدى سنوات عديدة مثل الفنان لحام والمخرج خلدون المالح والفنان الراحل ياسين بقوش وفنان الشعب رفيق سبيعي الذين تحدثوا عن علاقاتهم بالفنان الراحل وبداياتهم الفنية المشتركة والصعاب التي كانوا يواجهونها وكيف بنوا الدراما السورية لبنة لبنة بالدمع والعرق والتعب والاجتهاد.وأكد الفنان دريد لحام في تصريح لـ سانا ضرورة تكريم جيل الرواد من الفنانين تقديرا لما قدموه وليبقوا في الذاكرة مبينا أن محبة الناس هي التكريم الأكبر الذي يحصل عليه أي فنان مشيرا إلى أن رحيل نهاد قلعي شكل خسارة نصفه الفني لكنه بقي خالدا في ذاكرته وقلبه.

وأضاف لحام إن قلعي رحل جسدا وبقيت روحه وإنجازاته وأعماله موجودة في ذاكرتنا وضميرنا ولم تغادرنا معتبرا أنه “لا يمكن لتجربة أي فنان مهم أن تتكرر وأن حاول البعض أن يقلدوها”.

وقال الدكتور سامي المبيض نائب رئيس جمعية أصدقاء دمشق إن الفنانين الكبار “هم أيضا من صناع هذا الوطن الذي لم يقتصر فقط على رجال السياسة والثقافة” مبينا أن نهاد قلعي فتح الباب لوصول الدراما السورية إلى كل أنحاء العالم بمشاركة الفنان دريد لحام وزملائهم من الفنانين الرواد.

وأشار المبيض إلى أن تكريم الفنانين الكبار يعبر عن الامتنان لهم والتقدير لما قدموه وهناك الكثيرون ممن يستحقون التكريم لافتا إلى أن هناك مشاريع قادمة للجمعية بتكريم عدد من هؤلاء الفنانين وهذا التكريم افتتاحية لمشاريع تكريمية أخرى.

أما مخرج الفيلم برقاوي فقال إن الفنان الكبير نهاد قلعي “يستحق الكثير منا لأنه لم يحصل على التكريم الواجب تقديمه له” مضيفا إنه تم الإعداد للفيلم في عام 2010 وتم تصويره في العام 2011 واستغرق مدة شهرين موضحا أن عرضه تأجل بسبب الظروف التي يمر بها بلدنا طيلة السنوات الخمس الأخيرة.

وأضاف برقاوي أن ما تم عرضه اليوم مقتطفات من الفيلم الذي مدته نحو ساعة وربع الساعة تقريبا لكنه بسبب ضيق الوقت تم عرض مدة خمسة وثلاثين دقيقة من الفيلم معتبرا أن فيلما واحدا عن نهاد قلعي غير كاف وأنه جزء بسيط من مسيرة هذا الفنان الكبير الذي كان من أهم أسباب انتشار اللهجة السورية في العالم العربي مبينا أنه في صدد إعداد أفلام وثائقية أخرى لفنانين كبار أسهموا في إرساء دعائم الدراما السورية وانتشارها.

بدورها استعرضت مها قلعي ابنة الراحل في كلمة لها آراء عدد من الفنانين والكتاب والنقاد لمسيرة والدها الفنية الحافلة بالإنجازات والأعمال الفنية الخالدة في ذاكرة الناس موضحة أن كل شخص أحبه على طريقته.

وتم في نهاية الاحتفال الإعلان عن موافقة مجلس محافظة دمشق على تسمية شارع في منطقة المهاجرين مكان إقامة الراحل نهاد قلعي باسمه حيث قدمت جمعية أصدقاء دمشق درعا تكريميا للفنان الراحل تسلمته ابنته مها قلعي.

 

يذكر أن الفنان الراحل نهاد قلعي من مواليد دمشق1928 ممثل وكاتب سوري اشتهر خلال مسيرته الفنية الطويلة بلقب حسني البورظان ظهر مع بدايات التلفزيون السوري وعمل في السينما والمسرح والتلفزيون له عدد من الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية والمسلسلات مع الفنان دريد لحام ألف العديد من المسلسلات “صح النوم وحمام الهناومقالب غوار” إضافة إلى العديد من التمثيليات على المسرح مثل مسرح الشوك سهرة مع أبو خليل القباني توفي في تشرين الأول 1993.

وكانت حياة قلعي الفنان مليئة بالتجارب الزاخرة التي كان أبرزها عمله برفقة الفنان الكبير دريد لحام ضمن أعظم ثنائية فنية عرفها الوطن العربي في القرن العشرين تلك الثنائية التي ما زالت نابضة حية تستعاد في كل حين ومناسبة على مدى ستة عشر عاما من العمل المشترك.

شذى حمود

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024