الإثنين 2015-09-28 21:59:22 أدبيات
الأديب الدكتور ماجد علاء الدين: على المترجم أن يمتلك موهبة أدبية

الروائي والمترجم الدكتور ماجد علاء الدين يمتلك أسلوبا في الكتابة ذا بنى تركيبية معتمدة على الواقع الإنساني وفق رؤى فنية قوامها الأسس التي تؤدي إلى التواصل الإنساني بين الكاتب والمتلقي فالرواية في كتاباته عالم أخلاقي لا يتقبل أي مخالفة اجتماعية أما الترجمة فهي انتقاءات تعتمد على احترام الإنسان لمجتمعه ولذاته ولوطنه إضافة إلى مراعاته المنطق الفني في كل كتاب مترجم.

واعتمد علاء الدين في كتابته للرواية على الواقع الاجتماعي في روسيا إلا أنه رصد في روايته أحلام إيفان المأساوية كيف يمكن للإنسان أن يصنع التاريخ وكيف يحافظ على وطنه ويجعله قويا فأسقط روايته على العالم باسره بما يحتويه من إيجابيات وسلبيات ويرى علاء الدين أن الرواية لا يمكن أن تكون ناجحة إلا إذا كان قوامها الإنسان بعد أن يتمكن الكاتب من معرفة الأسس والمقومات التي تصنع مجتمعا روائيا وشخوصا متماسكة في حوار يصل إلى حقيقة يريدها الكاتب.

وقال الأديب والمترجم ماجد علاء الدين في حديث لـ سانا إن عمل الترجمة لا يمكن أن يكون ناجحا ما لم يمتلك صاحبه موهبة الأدب لأنه سيحافظ على أمانة نقل النص وأمانة إقناع المتلقي بأسلوب يشعر القارئ أن هذا العمل من تأليف المترجم على أن يكون النقل من لغة إلى أخرى التزم بالبنية والمعنى بشكل صحيح لتكون روح العمل باقية ومنقولة بلغة شائقة وجماليات فنية ولا يرى علاء الدين فرقا في مكان البيئة التي يكتب ويحرك فيها شخوصه شرط أن تؤدي دورها الإنساني الذي يحافظ على كرامة البشر واحترام الآخر وصيانة اراضي الآخرين ليكون هذا الأدب أدبا عالميا مستوفيا لشروطه بأكملها.

وأوضح علاء الدين أنه فضح في كتاباته ممارسات الكيان الصهيوني واحتلاله للجولان السوري والأراضي العربية الأخرى وممارساته العدوانية والعنصرية.

وبين علاء الدين أنه ترجم عن الروسية كتبا من شأنها أن تكون نموذجا يحتذى به ككتاب ذكراه في القلب الذي تروي فيه والدة رائد الفضاء الأول في الاتحاد السوفييتي قصته بما فيها من مغامرات من أجل بناء وطن يرتقي إلى مكانة عظيمة في العالم حتى يزرع ثقافة المغامرة والتحدي والمبادرة في نفوس أبناء الوطن ولم يغفل علاء الدين الحركة الأدبية والابداعية فكتب في الأدب المقارن فكان كتابه الواقعية في الأدبين الروسي والعربي معتبرا أن الأدبين يتشابهان بالنزوع إلى التحرر واحترام الإنسان وتقديره.

ولفت علاء الدين إلى وجود بعض الاختلاف بين الأدبين الروسي والعربي بسبب اختلاف البيئة والنشاط الاجتماعي واختلاف التعاطي مع الزمان والمكان عند الكاتب إلا أن الأدب الروسي والعربي يلتقيان بالواقعية وحب الأرض والوطن مستشهدا بكتاباته وبكتابات الكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي الذي كتب رواية الأرض والتي تتشابه كثيرا مع كتابات الأدباء الروس كما تحدث علاء الدين عن أهمية الشاعر رسول حمزاتوف الذي تربطه به صداقة عريقة وكان يحب سورية وشعب سورية مستشهدا بقوله إن روسيا وسورية يتكون كل منهما من ذات الحروف فعليهما أن يعملا على تكوين رؤى أكثر ارتباطا واكثر تعاونا وأكثر محبة نظرا لعراقة البلدين وعراقة صداقاتهما.

وعن رأيه بالترجمة على الساحة الثقافية رأى أنها تحتاج إلى تنظيم أكثر وتدريب على الصياغة الفنية للنصوص المترجمة والاهتمام بواقعها وإعطائها حضورا مؤثرا حتى يعرف المثقف السوري ماهية الآداب الأخرى فيتثاقف معها أو ينافسها أو يوازيها.

وأشار علاء الدين إلى محاربة الصهاينة لكثير من آرائه منذ أن بدأ بمناقشة رسالة الدكتوراه في الاتحاد السوفييتي مرورا بترجمته لبعض كتابات غسان كنفاني إلى يومنا هذا لافتا إلى محاولة الصهيونية جمع كل ما ترجمه عن غسان كنفاني نظرا لأهمية العمل في الاتحاد السوفييتي وما يمكن أن يحدثه في القاعدة الشعبية حيث ترجم من العربية إلى الروسية ومن الروسية إلى العربية.

يذكر أن الدكتور ماجد علاء الدين له خمسة وثلاثون كتابا مترجما منها الأقصوصة السوفييتية المعاصرة وكامب ديفيد سياسة مصيرها الفشل والقتلة على الرمال البيضاء وذكراه في القلب والواقعية بين الأدبين العربي والروسي ورواية النطع ومن مؤلفاته رواية أحلام إيفان المأساوية وله ثلاثمئة وخمسون مقالا منشورة في الصحف والدوريات السورية ويعتبر علاء الدين من أهم المترجمين العرب الذين نقلوا من الروسية إلى العربية وهو مؤسس دار علاء الدين للطباعة والنشر والتوزيع.

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024