الخميس 2015-08-13 17:25:57 الفن التشكيلي
الفنانة التشكيلية هيلين يوسف: عندما يتواجد الجمال لا بد أن يولد الأبداع

اللوحة هي العالم الحقيقي للفنان كما تعتبر وسيلة مهمة لتحليل شخصية الفنان والذي يستطيع عبرها تحريك خياله كما يشاء وترجمة خياله على اللوحة أو الورق عندما تأتيه لحظة الالهام وغالبا لا يكون ذلك بيده كما تعبر عن ذلك الفنانة التشكيلية هيلين يوسف.

وفي حوار لـ سانا الثقافية تقول الفنانة يوسف عندما تنهال عليك رغبة جامحة في اعتلاء اللوحة لا تتردد أبدا لأنها لحظة ولادة نوع من الجمال الخاص وعندما تأتيني هذه الرغبة أول حاسة تتنشط لدي هي حاسة الشم لأن لكل لون رائحة خاصة بالنسبة لي .

وأضافت يوسف تبدأ الألوان تسيطر على تفكيري وتأمرني كما ترغب وحين يزول مفعول الألوان تبدأ الحواس الأخرى عملها من النظر إلى اللمس سماع ما حولي وأخيرا تذوق اللوحة التي في النهاية أما تشبه ما طمحت له واحيانا ينقصها القليل من التعديل .

وتستعيد يوسف مسيرتها مع الفن فتقول “ظهر حبي للرسم منذ الطفولة ورغبت في دراسة الفن بكلية الفنون الجميلة في دمشق حيث تتلمذت على أيدي اساتذة مهمين كالدكتور نزار صابور رغم أن اسلوبي في الرسم لا يشبه أسلوبه لكني تأثرت به كفنان وانسان كما تجذبني دائما اعمال الفنان لؤي كيالي وشخصيا أشعر أني أميل إلى الانطباعية والتعبيرية أكثر من غيرها”.

والفنانة يوسف ترسم بالألوان المائية والزيتية والباستيل ولكل خصوصيته وهي تفضل تقنية الألوان الزيتية ولكن هناك اقبال على أعمالها بالباستيل ومن بين أعمالها التي تصفها بالقليلة فإنها تتوقف عند لوحة حالات راقصة عن أنثى تعبر بالرقص عن مشاعرها وتقول عن هذه اللوحة كل خطوة عند الراقصة ذات مدلول ولها ألوان معينة وحتى أجعل اللوحة تعبر عن تنوع الحركات استخدمت تقنية الرسم بالسكين والتي تحتاج إلى نوع من الدقة في مزج الألوان.1

وعن صعوبات الفن قالت “نحن بحاجة إلى صالات عرض وهي نادرة وخصوصا في اللاذقية كما أننا بحاجة إلى دعم إعلامي كبرامج تلفزيونية خاصة عن الفن التشكيلي والحركة الفنية المتجددة في سورية وندوات ومهرجانات مخصصة للفن التشكيلي حصرا”.

وترى أن الطبيعة تؤثر في نفسية الفنان كثيرا ولكن هذا لا يعني أن يرسمها بتفاصيلها دائما كالأشجار والأزهار والجبال معتبرة “أن الفنان ربما يشاهد منظرا جميلا يستلهمه من اللون والاحساس والانطباع الجميل ويجسده في اللوحة بأسلوبه” لكن لا يمكن للفنان أن ينفصل عن بيئته وطبيعتها فهي تتواجد في لوحاته بأشكال ورموز وألوان وطبيعة بلادنا رائعة فيها من التنوع الكثير وهذا يلامس إبداع الفنان.

وتستقي الفنانة أفكارها من محيطها والحالات الإنسانية الكثيرة التي تصادفها ويشاركها الخيال في رسمها كما أن المرأة تأخذ الحيز الأكبر من تفكيرها فهي العنصر الأهم في أغلب أعمالها وتقول “المرأة تشغل أغلب أعمالي وأنا شخصيا اعتبرها أجمل مخلوق على الاطلاق ويمكن خلق الجمال اينما وجدت وعندما يتواجد الجمال لا بد أن يولد الإبداع”.

وترى الفنانة أن الفنون ترتبط ببعضها البعض وتتابع قائلة “قد نجد قطعة موسيقية تأخذنا بالخيال إلى عوالم سحرية نرى السهول والجبال والألوان من خلالها وكذلك الشعر فالشاعر يرسم بالكلمات لوحات لا تجاريها ريشة فنان”.3

وشددت على ضرورة مساعدة الجيل الجديد في نضوج ثقافته التي شلت حركتها الحرب على سورية مؤكدة أن الفن وسيلة لايصال رسالة مهمة وهي أننا شعب يحب الحياة ويملك إرادة الأمل بالمستقبل.

يذكر أن هيلين يوسف من مواليد السقيلبية 1978 خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق قسم التصوير عام 2002 شاركت بالعديد من المعارض الجماعية منها تحية إلى فاتح المدرس في دمشق وتحية الى حنا مينا في حلب ومعرض في مكتبة الأسد بدمشق أما المعارض الفردية التي نظمتها فهي معرض هدية صغيرة عام 2003 ومعرض باستيل في المركز الثقافي في السقيلبية عام 2003 .

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024