الأحد 2015-06-07 02:45:45 اخترنـــا لكـــم
مكتبات الرصيف وداعاً

لا أدري ما سر العداء الذي يحكم البعض تجاه أي مظهر من مظاهر الثقافة والقراءة والكتاب. في كل دول العالم اينما سرت فستجد مكتبة او نافذة لبيع الصحف والمجلات, ستجد مكتبات,

ستجد ارصفة لبيع الكتب القديمة, في باريس التي يتباهى الكثيرون انها المدينة الاكثر تنظيما في العالم بمعالمها الثقافية واليها يأتي الكثيرون، وما من مثقف او اديب يزور بغداد الا ويتوجه إلى شارع المتنبي ومكتبات رصيفه.‏‏

في القاهرة الظاهرة معلم من معالمها الخالدة, وفي دمشق وحدها ترى بعض الجهات المعنية ان الظاهرة غير حضارية, وكل عام اصحاب المكتبات تحت رحمة من يصدر هذه القرارات التي تساوي بين الكتاب والحذاء, وتساوي بين مظهر حضاري راق وبين مظهر اخر يسيء الى كل ما في المدينة من مظاهر جمالية، امس كان امرا غير سار الا ترى الكتب التي كانت تزين جدار الحلبوني وقد غابت، القرار الذي طال باعة البندورة والبقدونس والتهريب هو ذاته طال هؤلاء، ولكن الحقيقة هي ان هؤلاء الباعة عادوا، انظر الى ارصفة كلية الحقوق والى ارصفة اخرى تر انهم عادوا الى جعل طريقك وعرا هناك.‏

الكتاب الذي كان يوضع على الجدار بشكل حضاري راق وحده ظل غائبا، وظلت العين الراصدة تطارده. من سنوات طرحنا على الجهات المعنية ان تعمل على اعداد مكان لسوق كتاب شعبي، وليكن النهر المقابل للمتحف حيث يمتلىء فرعه بالقاذورات (اذهبوا اليه الان لتروا) لماذا لايسقف ويكون بشكل حضاري وجمالي مكانا لعرض الكتب وتحت اشراف الجهات المعنية.‏

أيها الســادة: الكتاب ليس ترفا، والاسلوب الذي كان من سنوات في التعامل معه ليس لائقا ان يبقى, ان كان المكان الذي يوجد فيه اصحاب هذه المكتبات غير مناسب, ابحثوا لهم عن مكان, ربما علينا ان نقول: اننا مادمنا نعامل الكتاب كما نعامل... فسنبقى حيث نحن, هذه مكتبات حقيقية والمشرفون عليها ليسوا مجرد باعة ونحن لسنا مجرد عابرين لأرصفة اجرتموها لتكون مرائب سيارات، ليكن للكتاب مكان ومقابل ضريبة، ليكن تأجيرا لكن لا تقتلوا اجمل ظاهرة حضارية على هذه الارصفة، هل تسمعنا المحافظة او الجهة المعنية؟.‏ 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024