الأحد 2015-03-01 13:34:18 كــتب
سامي الشوا أمير الكمان كتاب يعرض لمسيرة حياة موسيقي سوري رائد

يتضمن كتاب سامي الشوا أمير الكمان جوانب عديدة من حياة ونشاطات هذا الفنان السوري الرائد إضافة إلى سيرته الذاتية ونشاطاته الموسيقية وجولاته العربية والعالمية وابداعاته الموسيقية في مجالي التأليف الموسيقي والعزف.

وخصص الكتاب الذي أعده الباحث الموسيقي أحمد بوبس فصلا للقصائد التي نظمها الشعراء في عبقرية سامي الشوا الموسيقية مبينا أنها ظهرت منذ طفولته حيث ترك الدراسة وتفرغ لدراسة الموسيقا واشترك وهو طفل في الثانية عشرة من عمره بحفلة أقيمت على أحد مسارح حلب امام جمهور كبير عام 1899/.

وسامي الشوا الذي كان بارعا في حفظ الأدوار الغنائية لكبار المطربين أمثال عبده الحامولي ومحمد عثمان وابراهيم القباني وغيرهم قام فيما بعد بعزف تلك الأدوار على كمانه بمرافقة فرقة محمد العقاد الكبير وفرق أخرى.

وبين بوبس أن أنطوان الشوا عازف الكمان والد سامي كان يصحبه في رحلاته إلى القاهرة وفي عام 1905 استقر سامي بشكل دائم في القاهرة لكنه لم ينقطع عن زيارة مدينته حلب فلا يكاد ينقضي عام إلا ويكون له أكثر من زيارة إلى الشهباء.

وكتب بوبس أن الشوا نهل المزيد من المعرفة الموسيقية في القاهرة فتعلم النوتة الغربية والعزف على العود على يد الموسيقي منصور عوض الذي كان صديق والده فارتبط معه بصداقة وتعاونا في نشاطات موسيقية كثيرة إلا أنه نتيجة احتكاكه بالعازفين الاوروبيين اكتسب خبرة كبيرة بالعزف على الكمان بالأسلوبين الغربي والشرقي ليصبح من أبرع العازفين عليه.

وجاء في الكتاب أن سامي الشوا أنشا فرقة موسيقية في معهد فوءاد الأول للموسيقا العربية في منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين وكان من بين أعضائها أمين الهندي ومحمد عبد الوهاب على العود وعبد الحميد القضابي على القانون ومحمد العقاد على القانون وشقيقه فاضل الشوا على الكمان فيما كان سامي يدرس في المعهد المذكور وعندما أنشأ عبد الوهاب فرقة موسيقية سلمه قيادة الفرقة لعدة سنوات كما عزف مع كبار المطربات والمطربين في مصر بدأ من محمد عبد الحي حلمي والسيد الصفتي وسالم العجوز وصالح عبد الحي وغيرهم إضافة إلى أنه رافق المنشدين الدينيين في مصر مثل الشيخ علي محمود.

وخاض الشوا غمار البحث الموسيقي فوضع الكثير من الدراسات والابحاث الموسيقية التي كان من أهمها الموسيقا الشرقية والغناء العربي ومنهج العود الشرقي الذي كان مقررا في المدرسة الاهلية لتعليم الموسيقا بمصر وغير ذلك من الكتب بالاشتراك مع باحثين في الموسيقا مثل منصور عوض.

وأوضح بوبس أن الشوا قام بزيارة الكثير من البلدان مثل تركيا والقارتين الامريكيتين فعزف للجاليات العربية فيهما كما زار برلين وباريس وايطاليا وزار أيضا أغلب البلدان العربية وهذا ما أضاف ثقافة موسيقية إلى جانب ثقافته.

ورحل سامي الشوا عام 1965 ودفن في القاهرة عن عمر يناهز ستة وسبعين عاما بعد أن ترك للأجيال القادمة تراثا موسيقيا مهما.

ومن أهم الشعراء الذين تغنوا بسامي الشوا أحمد شوقي بقصيدته يا صاحب الفن التي رصد فيها مناقبه وسلوكه الأخلاقي وموهبته الاخاذة باسلوب شعري أصيل ارتقى فيه إلى مستوى الشعر العربي الحقيقي الذي التزم بالبحر البسيط ومن القصيدة .. //يا صاحب الفن هل أوتيته هبة … وهل خلقت له طبعا ووجدانا وهل وجدت له في النفس عاطفة … وهل حملت له في القلب ايمانا// كما وصفه الشاعر عبد الله يوركي حلاق فاعتبره فتى الشهباء وأهم عازفيها في قصيدة بعنوان إله الوتر وألقاها بمناسبة تكريم سامي الشوا بحلب عام 1944 فقال.. //هذا فتى الشهباء هذا … فذها وضيا مناها سامي ومثلك لا يبارى…في الكمان ولا يضاهى//.

كما كتب له عدد كبير من الشعراء ومنهم ابراهيم ناجي وايليا ابو ماضي وجميل صدقي الزهاوي ورياض حلاق وغيرهم.

غلب على الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 160 صفحة وجود معلومات دقيقة عن عازف الكمان سامي الشوا وتحولاته وتداعيات حياته لكنها لم تأت بشكل منهجي متسلسل فوقعت بالتكرار والسرد العادي البسيط كما كانت القصائد مغرقة بالكلاسيكية بعيدة عن العواطف والصور ما يجعل الكتاب توثيقيا لا يدخل في مجال البحث الموسيقي لأنه أهمل البنية الفنية والموسيقية التي كان للشوا أثر كبير بها.

يشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة /اليونيسكو/ وافقت في الدورة السابعة والثلاثين للموءتمر العام في باريس عام 2013 على طلب الجمهورية العربية السورية /اللجنة الوطنية/ الاحتفال في عام 2015 بمرور خمسين عاما على وفاة الموسيقار سامي الشوا.
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024