الثلاثاء 2015-01-13 03:04:30 تـلفزيــون
عادل كرم في «هيدا حكي».. من لعب دور «المقدّم» إلى لعب دور «المؤدّي»
تلبسه مفردة (كشكول) من رأسه حتى أخمص قدميه.. كشكول البرامج النقدية الساخرة.. والكشكول باللهجة المصرية هو الدفتر المدرسي الذي يخصص للمواد كافةً.. ولهذا تجد فيه كل العلوم بمختلفها.
يمكن تسمية برنامج «هيدا حكي» كشكول النقد الساخر.. فالنبرة العامة الطابعة عليه النقد في مختلف المجالات الحياتية.. تجد فيه السياسي.. الفني.. الاجتماعي.. المنوّع.. دون نسيان اعتباره برنامجاً حوارياً كونه يعتمد في فقرتين من فقراته على استضافة ضيفين، الأول فنان والثاني سياسي.‏‏
تتناوب هاتان الفقرتان في لعب دور رافعة الحلقة.. فإما الأول هو النجم الذي يعوّل عليه في استقطاب المشاهدة عربياً كونه فناناً مشهوراً.. أو أن يكون الثاني سياسياً يعوّل عليه في استقطاب المشاهدة لبنانياً..‏‏
ولكن.. ألا يشكل حضور عادل كرم، بطلاً أول في تقديم البرنامج، السبب الأهم والذي لا يضاهيه أي سبب آخر في نجاح البرنامج وازدياد شعبيته عربياً.. لماذا.. ؟‏‏
يأتي عادل كرم إلى (هيدا حكي) من خلفية تمثيلية. هو الممثل الذي أُسند إليه تقديم برنامج.. فصعد بحالة «التقديم» لتصبح «أداءً».. إذاً هو المؤدّي وليس بالمقدّم.‏‏
بالملاحظة، والمتابعة لبرامج الفضائيات العربية نجد أن أنجحها، تلك التي تُحسب ضمن نوعية (التسلية، Entertainment)، يكون «المقدّم، المؤدّي» فيها ليس إعلامياً بالضرورة، بل القادم من مهنة فنية (التمثيل، أو الغناء).. حيث تكون أدواته أكثر مرونة في التقاط أدوات «التقديم البرامجي» والتمكن منها، وجعلها تنضج حتى يكتسب تسمية (المؤدي) بدلاً من (المقدّم).. وبالتالي هو يؤدي دوراً يُسند إليه.‏‏
صيغة البرامج المنوّعة، وكأنها استوعبت أسباب النجاح والاستمرار فواكبت التطور الذي تؤول إليه الفنون عالمياً.. حرفنة كل منها ونموها بطريقة تواكب روح العصر لاسيما روح «الميديا» المتصاعدة كقوة ناعمة لا يخفى تأثيرها.‏‏
عالمياً.. تطورت تسمية «الممثل» خاصةً على المسرح ليصبح مؤدّياً.. يقوم بالتمثيل والغناء وحتى بالرقص.. وكل ما يتطلبه منه الدور الذي يلعبه.‏‏
ولأننا، كأمة، انتقل مسرحنا من الخشبة الواقعية إلى خشبة مفترضة فضائياً.. لاحظ البعض «الذكي» هذه الحالة فعمل على تطوير أدوات «المقدّم» ليصبح (مؤدّياً فضائياً).. وللدقة جاء بهذا المؤدي ليلعب دور المقدّم.. وهو ما يصح في حالة عادل كرم الذي يبدو القيمة المضافة والوحيدة، حقيقةً، لبرنامج «هيدا حكي».‏‏
ألا تلاحظون.. أن كرم يذهب بكل هيئة أو حالة يؤديها (يلعبها) إلى أقصى الممكن.. يوظّف أدواته كممثل في صيد الشخصية التي يلعبها كمقدّم لبرنامج نقدي ساخر؟‏‏
وهو ما يجعلنا نظن لوهلة، وليس خطأً، أنه ولربما تمّ إعداد البرنامج وإنتاجه ليتناسب وشخصية عادل كرم. بمعنى إنتاج برامج محددة لشخصيات فنية بعينها تضمن عامل النجاح وأكثر.‏‏
البرنامج يُستهل بمقدمة يلقيها كرم، غالباً تلمّ بالأخبار اللبنانية لشخصيات سياسية.. وطبعاً بنبرته الساخرة الناقدة.. المستتبعة بضحكات جمهور الاستوديو.. ثم تليها فقرات استضافة ضيفين، وفقرة فلاش، وتوب فايف.‏‏
الإلقاء أو التقديم- الأداء، لدى كرم ليس ناشفاً إنما حيوي.. فيرقص كما فعل مع ضيفته نادين نسيب نجيم.. ولا مانع من أداء فقرة غنائية تمثيلية كما فعل حين استضاف هيفا وهبي وكارلا حداد.‏‏
تسمية المقدّم «مسبّع الكارات» تتناسب وعادل كرم .. وإن بدا حضوره ينحو باتجاه استعراض (الكاركتر) الذي يتلبّسه في البرنامج أحياناً.. لكنه يحرص على عدم الوقوع في فخ المبالغة.‏‏
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024