الأربعاء 2012-06-20 18:44:55 أدبيات
مجموعة (بلاغ كاذب) قصص تقع في فخ التقريرية
ترتبط معظم قصص مجموعة (بلاغ كاذب) لأمل لايقة بالحالة الذاتية للكاتبة اضافة إلى استحضار بعض اللقطات الأخرى من الحالات الاجتماعية من الشرائح التي تخالطها الكاتبة وتعكسها من خلال قصصها.

ويغلب على المجموعة الصادرة عن المؤسسة العامة السورية للكتاب اسلوب القص القريب من الطريقة التقريرية الذي يعتمد على حدث واحد مع قلة بالشخوص في جو الحراك الإنساني للقصة التي تعمد الكاتبة على تحريكها بأسلوب بعيد بعض الشيء عن الحبكة ما يؤدي إلى مجيء الخاتمة بشكل هادئ ويحتاج إلى قليل من التفكير.

تتميز المجموعة القصصية التي تقع في 100 صفحة من القطع الصغير بمواضيع واقعية تكررت بعضها في انواع السرد الادبي لكنها لا تخلو من التجديد ومحاولة سرد التراكيب بطريقة تعمل على لفت انتباه القارئ للأحداث الاجتماعية الموجودة على شاكلتها فتقول في قصة في (جدار هش) لا تتأخري.. الجيران لا يرحمون الأقرباء يشتمون الاصدقاء ويتلاسنون خفية.. الحديث عنك سيكون مع كل فنجان قهوة للنسوان.

تعوض الكاتبة من خلال اسلوبها السردي في المجموعة عما تفقده من مقومات القص بالتوازن الموضوعي للأحداث التي تدور حول الفكرة برغم اقتراب اغلب القصص من اسلوب المقالة غير ان تسلسل الاحداث وترابط الافكار وسلامة اللغة اشياء تأتي لصالح المجموعة فتقول في قصة (وجع) مبتدئة بتعريف التعب على شاكلة مدخل المقالة.. هو التعب إلى حد الملل هو ذلك الشعور المقيت الذي يحولك في لحظة معينة إلى كائن ضعيف.. هو العبور من و إلى ذاكرة الأشخاص.

وتختلف بعض قصص المجموعة في الاسلوب عن القصص الاخرى حيث تحول الاديبة بعضا منها إلى مقاطع مترابطة من حيث الموضوع بخيوط بعيدة قليلا عن العاطفة فتسبب شيئا من الفتور عند القارئء وهو يقرأ احداث القصة وذلك بسبب استخدام اشارات وادوات استفهام وافعال ناقصة في بداية تلك المقاطع ما يخفف من علاقتها بالعمل القصصي مثل قصة رحى الايام التي تقول فيها في بداية المقطع الأول أنه اليوم الأول وفي المقطع الثاني ها هي في الشارع وفي الثالث هل ستتمكن.

وتتفوق القصص القصيرة جدا التي تحتويها (بلاغ كاذب) بفنيتها واسلوبها على القصص الطويلة فهي تأتي بمادتها من الواقع الا انها تقدمها على شكل لقطة فيها صورة عن حالة اجتماعية بحاجة للوقوف عندها مستخدمة النقد الفني الذي تعتمد فيه على الاثارة والتشويق.

وتستعير لايقة معظم مفرداتها من الواقع الذي تعيشه المرأة وهي تعاني من محاولات تسلط الجهل في مجالات عدة فتقول في قصة (بغصة).. سافرت إلى دول متقدمة في الطب الشعبي والحديث.. غيرت مرايا البيت.. لم تسطع ان تصل إلى نتيجة تقول لها أنت جميلة.
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024