الأربعاء 2012-05-02 17:19:11 أدبيات
لا تلو مي
بقلم: الشاعر إبراهيم حسون
لا تلوميني ...
فالوجع يقض مضجعي
ويشتت شملي
... ولم يعد وقت
للصبر
فدعي رأسي
في محطته الأخيرة
في حضنك
يستريح
لا تلوميني ...
أتعبت صدرك
بالأنين
وصبغت شعرك
بالحنين
تهنا في التيه
ضعنا في الدروب
ولا طريق يا وفاء
صريح
خلص العمر
ونحن من درب إلى درب
كل الدروب مسدودة
ونعود القهقرى
نتقيأ .. الندم .. الفشل
فدعيني أدلق ما بقي لديَّ
من دموع الخيبة
في حجرك
فهذا التعب
في حضنك
يستريح
لا تلوميني ...
القرويون ...
يحبون حتى الثمالة
ويكرهون حتى القباحة
صريحون حتى الوقاحة
صادقون حتى الحماقة
يبكون حتى الاحتراق
صابرون حتى الموت
شاكرون حتى الغباء
طيبون حتى السذاجة
رائعون مثل الحزن
عطرهم تراب الأرض
يغمسون وجعهم
بماء العين
يبردون جروحهم
بضوء القمر
جميلون كخبز التنور
يُقسمون إن الدائرة
كانت مستقيماً
قبل أن يدورها الأغا
ويحلفون ...
: إن للطا حون ..
لا يوجد إلا طريق
صريح
لا تلوميني ...
لا أستطيع الخروج
جلدي
لا أستطيع السير
في العتم
ولا أساوم على أمي
ولا أبيع عطر التراب
بعد المطر
ولا أخلع صاحبي
ولا أبدل عرق نهدك
بالكوثر
ولا شيء يعوض دفء
صدرك المريح
لا تلوميني ...
إن لم أكنّ
على وسائد خافقك ,
وأغفو
فالجوع يسرق
السهو من عيون
المتعبين ,
والقهر يا وفاء
مطلق القبيح
لا تلوميني ...
البرد يلفني
والطوى يختزلني
والنوى مدى بيننا
... والحلم
ولم يبق سوى خبزك
مثل هطل القمر
يثلج الروح
يهدد القلب
يسوسن الجريح
لا تلوميني ...
لم يبق من الكأس
إلا الثمالة
ولم يبق من العمر
إلا الحثالة
والنهاية بدأت
بالتلويح
فدعينا ..
نشن ما بقي
من ثمالة
بما بقي
من حثالة
ونرشف آخر اللحظات
نمزمز بقايا الغمر
ونسكر بما بقي
من أيام العمر
وضميني ..
واشبكي ..
نتوحد ..
وإذا أتى القدر
تجاهليه ..
دعيه ..
يذهب مهب الريح
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024