السبت 2012-03-31 15:20:10 أدبيات
غاضب.. مقهور

بقلم الشاعر: إبراهيم حسون

غاضبٌ
مقهورٌ
مهزومٌ
بأمي وأبي
بأولادي
... ... بوطني
ما هنتُ يوماً
ما بعتُ يوماً
ما متُّ يوماً
وكل يوم تزداد الجروح نزيزاً
مازلتُ أكبس الجرح ملحاً
وأترك خلف ظهري
صحاريهم .. جفافهم
يعصف فيها الهباء
بكيتُ لأطفئ النار
صار الدمع وقوداً
والصبر جمراً
والحقيقة ذلاً
وما أخفيَّ أدهى وأظلم
وأنا أغادر الأيام ..
الحلم ..
المستقبل
أترك أرضاً ...
عاقراً
لم تتزوج
لم تحبل
ولم تولد ,
ولم تكن كفواً لأحد
أمام عيني عالم مستباح
أفواهاً مفتوحة على مصراعيها
كائناتها سبايا , أو أسباباً
أو معابد يسورها النفاق
ويعشش أينما توليت
القهر .. الظلم والظلام
وسماواتها باهتة
هجرها الغيم
وأنا أغادر الأيام ..
الحلم ..
المستقبل
أغسل يديَّ من ذنبٍ لم أقترفه
وعينيَّ من يومٍ لم أره
و جوفي من طعام لم أعرفه
من روث أكاذيبي على روحي
من ضلالات براءة الحلم
وأنا أغادر ...
أترك لكم جلابيب قهري
جوعي
ندمي
وهزائمي
وأنيني
من الصرخة الأولى
وحتى مطلع الفجر, أو مطلع القبر
( مات الليل )
نعم مات الليل ...
وأنا أخادعه
( إشفاقا على حُلمٍ )
هارباً من سجون البؤس
أو ظلمات الشرف الرفيع !!!
هارباً من .. الرضى .. القناعة
أبتسم .. بل قهقه ,
حتى يقطع الدمع الصوت
.. من قنع عاش !!!؟
نعم هما جناحان
أحرقهما الحزن .. طول المسافات
.. الحلم .. العلم
أنا الآن قُبيل الرماد أو أدنى
أعوذ بالله على الحق
.. على حقي
الحق , ما ترك لي صاحب
من يستطيع أن يضع عينه في عين الشمس !!؟
عبرتُ الجميع ...
عبرتُ نفسي ...
لكن ...
كنتُ البعير
وكنتِ القشة التي قسمت ظهره
حملتُ كل ملح البحر
وكل جمر الدنيا
كنا الأخوة الأعداء
لكن ...
كنتِ الثقب وكنتُ السفينة
كنتُ السفينة التي أخطُّ ثقوبها بشراييني
أيها المستقبل الهارب
كما الأيام من بين أصابعي
انكسرت فرشاتي وخلصت ألواني
أيها المستقبل القادم
أنا خيّطتُ فتوقك بأوردة القلب
وحكتُ لبردك , قمصاناً من رموش العين
وتركتُ لك الأكباد تمشي ..
على أكنافك , تنشر الدفء
يا ابنة الهواء والنار والطين ...
بيديك مزقتِ أشرعتك
بيديك ردمّتِ مرافأ الحنين
بيديك هدمّت بيت الأمين
متى بينك وبينك
خطاياكِ تكتبين
نعم ...
( أنا أنزف فأنا كائن )
مازلت أنزف
ومازال لديَّ دم
وما زلت أكتب لجرحي القصائد
وما زلتُ أعِدُ الروح
بدربٍ من قصائد الياسمين
ما زلت أزرع للشمس عشقها وعشاقها
مازلت اسقي حروف اللغة نبيذ الحب ؛
ليستقيم الكلام
أيها الذاهب إلى سدرة الألق
أنتَ صرخة حياتي
وصرخة خلودي
وزبد القول والمقال
وأنت معلقتي في جذوة المحال
أنا الآن أفتح عينيَّ وسع الكون
لأحلم ...
لأحلم بوطن .. بالشمس , بالدفء , بالمطر
حمداً للضوء
بفضله الآن ...
من الأرض إلى السماء
حلمي
تتفتح زهوره

جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024