الإثنين 2012-02-06 19:21:38 موســيقا
فرقة مغربية تنشد أغنيات صوفية في دار الأوبرا
(نعم لاح برق الحسن فاختطف الحشا.. فلبيته بعد أن كنت آبيا).. تردد فرقة شمس الأندلس القادمة من المغرب العربي هذه الجملة في بداية حفلتها في دار الأسد للثقافة والفنون متوجهةً عبر الغناء الصوفي إلى جمهورها الذي حقق حضوراً نوعياً الخميس في مسرح الدراما حيث أحيت الفرقة سادس أيام مهرجان دمشق للموسيقى الروحية.
واعتمدت شمس الأندلس في أناشيدها على تراث هائل من أشعار الأذكار والزوايا الصوفية التي انتشرت في بلاد المغرب العربي عابرةً من حضارة الموشحات والقدود في الأندلس العربية لتكون الفرقة بمثابة الحافظة الحضارية لآلاف الأبيات من المدائح النبوية وحلقات التصوف التي تتقرب كلها من جمال الخالق وعظمته من خلال مناجاة صوتية تذوب في موسيقاها القلوب الحائرة نحو هداية روعة الخلق وبهائه.
وقدمت الفرقة المغربية أناشيدها اللافتة برفقة الطبول والمزامير والرقصات المتضرعة على نحو..(الحب أفناني..أنا محبوب القلوب.. افرح يا روحي.. الهوى قد ملكني) مطوعة تراث عشرات الفرق الصوفية في بلادها حيث تبنت الفرقة أسلوباً خاصاً في نمط أدائها الغنائي لتبدو الجوقة المغربية أقرب إلى مريدي جمال خالص عبر استحضار تراث الأسلاف ومحاكاة جلسات التأمل التي سادت في العديد من المدن المغربية إبان خروج العرب من أندلسهم الغنائية.
واحتفت الفرقة بالموروث الكتابي والسماعي لمدينة شفشاون المغربية من خلال طقس العرفان الذي يعتبر الموسيقى جانباً من جوانب الروحانيات العليا في النفس البشرية ومسلكاً للوصول الى معرفة الخالق وتسبيحه حيث أدى الفنان عمر بن علو كبير منشدي الفرقة الضيفة خلاصة التراث الصوفي المغربي جاذباً إليه جمهور السميعة السوريين الذين صفقوا له بعد كل ترنيمة.
وزاوجت شمس الأندلس بين عدة مستويات من الأداء الصوفي دامجةً ين قوالب غنائية متنوعة عبر إيقاعية الدفوف والمزاهر والمزامير الفلكلورية لتنقل بذلك خصوصية البيئة الاجتماعية للنشيد الصوفي المغربي الذي يعد اليوم من أهم ملامح الموسيقا الصوفية في غرب شمال إفريقيا والتي تعتمد على قوة الصوت البشري وتفانيه لأداء مجموعة كبيرة من السلالم الغنائية الصعبة وشديدة الحساسية.
يذكر أن مهرجان دمشق للموسيقى الصوفية يختتم برنامجه اليوم في القاعة الرئيسة بدار الأوبرا السورية بمشاركة كل من فرقتي جوقة الفرح وفرقة تهليلة الدمشقية للإنشاد والتعابير الروحية حيث يصادف حفل الختام إحياء ذكرى عيد المولد النبوي الشريف
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024