لأنها أصبحت بجدارة عاصمة للثقافة وللفعل الثقافي نتيجة النشاطات المتميزة والمتنوعة والمستمرة كانت الرقة وللمرة الأولى إحدى محطات الفرقة السيمفونية الوطنية وأحيت حفلاً موسيقياً على خشبة مسرح دار الأسد للثقافة في مدينة الرقة التي غصت بالجمهور المتعطش للفنون الجميلة الذي أثبت في كل الفعاليات الثقافية أنه جمهور ذواق ومتابع ومهتم ويرى محمد زغلول المدير الإداري للفرقة السيمفونية الوطنية أن هذا النوع من التجمعات الموسيقية الراقية يساهم في التصدي لموجة الموسيقا الهابطة التي تعاني منها الساحة الفنية.

وقفة مع قائد الفرقة

وعن سيمفونية القدس التي قدمتها الفرقة يقول السيد ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية: إنها المرة الأولى التي تقوم فيها «أوركسترا» عربية بأداء العمل السيمفوني «سيمفونية القدس» للمؤلف الفلسطيني «يوسف خاشو»، ويرجع تسجيل هذا العمل إلى نهاية الستينيات من القرن العشرين، ولم يتم تقديمه منذ ذلك الوقت، وذلك لعدم وجود أي تدوين موسيقي له. منذ عدة شهور بدأنا بالبحث عن تدوين موسيقي لهذا العمل، وهذه السيمفونية مؤلفة من أربع حركات، الحركة الأولى تخلق انسجاماً رومانسياً بين نوعين من الموسيقا، الشرقية «الأذان» والبيزنطية «يا رب ارحمنا»، تعبيراً عن التسامح الديني الذي كان يعمُّ مدينة «القدس»، التي احتضنت جميع الديانات السماوية. أما الحركة الثانية فتنقلنا إلى حالة أكثر درامية، من خلال التصوير الموسيقي لما خلفته الحرب وراءها من ويلات على سكان هذه المدينة. وفي الحركة الثالثة تأخذ إيقاعات «التيمبو» و«البريستو» دوراً موسيقياً لإظهار الحماسة، التي أبداها أبناء «القدس» في إعادة إعمار مدينتهم المقدسة، لتبقى على مرِّ الزمان مدينة للسلام. ثم تأتي الحركة الرابعة والأخيرة، لتصور من جديد الحروب في «القدس»، وذلك عبر أصوات الأجراس الجنائزية ورفع الأذان، ليختتم السيمفونية بإيقاع سريع، ودمج للآلات الإيقاعية والنفخية والوترية داعياً سكان «القدس» إلى التماسك، والتفاؤل بغدٍ مشرق يعمه السلام والمحبة.

هدية الى ....

وهذا العمل نقدمه هدية جميلة من الفرقة السيمفونية الوطنية السورية إلى «القدس» عاصمة الثقافة العربية. وقد كان جمهور الرقة متفاعلاً جداً مع الموسيقا التي قدمتها الفرقة، ونتمنى أن يكون هناك تواصل دائم في هذا المجال.