الخميس 2010-10-28 09:40:35 مســرح
حكاية بلا نهاية.. عمل مسرحي يقدم رؤية معاصرة للهم الإنساني
يعرض المسرح القومي في اللاذقية حاليا مسرحية حكاية بلا نهاية من تأليف الفنان أسعد فضة و إخراج لؤي شانا حيث يناقش العمل جملة الهموم الإنسانية و الإشكاليات الجوهرية التي تغلف حياة الفرد المعاصر في التركيز على ظواهر الفقر و الظلم و السعي المتواصل لتحقيق حياة آمنة يسودها الاستقرار النفسي و السلام الروحي.
يقدم العرض الذي يشارك في تمثيله كل من الفنانين نجاة محمد و نضال عديرة و محمد ابو طه و طارق حلوم و يوسف سيد احمد و رافي عزيز و اكرم الشيخ أفكاره الرئيسية ضمن إطار إخراجي جديد يغاير في أساليبه الفنية ما تم اعتماده في العمل الأساسي الذي عرض قبل ربع قرن من الزمن.
وفي هذا الإطار أكد الفنان اسعد فضة في حديث خاص لسانا أن العمل الحالي يعتمد صيغة فنية مختلفة عن العرض القديم و الذي تم خلاله اللجوء إلى عربة يقودها الممثل الاول في العالم الإغريقي سيسبس ليستثمر في مشهدياته الحديثة ادوات فنية جديدة من حيث الشكل بما يخدم الفكرة ذاتها مضيفا ان هذا الاختلاف يمتد إلى السياق الدرامي للأحداث وصولا إلى مشهد الفوضى في نهاية العمل و الذي جاء بدوره مختلفا عن نظيره السابق.
وأضاف فضة .. عندما كتبت المسرحية أردت أن أتحدث عن هموم الإنسان في العالم ككل فالأفكار التي يطرحها النص لا تنطبق على بلد معين بل هي هواجس عامة يمكن تعميمها على جميع الفئات الاجتماعية في كل مكان و هو ما تجلى في العرض المعاصر و الذي رأيته مرضيا تماما.
من جهته اعتبر المخرج شانا ان النص المسرحي يفرض على مخرجه قوالب فنية وخاصة الأمر الذي يشكل اختلافا واضحا بين عمل و آخر على مستوى المشاهدة موضحا أن الخط الاساسي الذي اعتمد عليه في العمل يقوم في جوهره على الممثل كعنصر أساس للعرض الذي يمكن وصفه بأنه تقديم طازج وجديد للفكرة ذاتها إنما بأسلوب مختلف مع الأخذ بالاعتبار الصعوبات التي يفرزها عادة إعادة تقديم عمل تم إنجازه سابق .
ولفت شانا إلى أن المسرحية تعتمد على الطقس المسرحي الجماعي وخاصة أنها تحاكي في مضامينها الموضوعية القاعدة الشعبية العريضة ما يضع المتلقي أمام مرآة شفافة يرى من خلالها مختلف نواحي معاناته الحياتية منوها إلى ان مشاركة ممثلين هواة من معهد أبو خليل القباني قد أعطت للعمل بعدا جماليا و دراميا جميلا استكمل الرؤية المسرحية الجديدة.
بدوره أكد الفنان نضال سيجري أنه ليس هناك عمل مسرحي متكامل فالتكامل الفني مقولة غير ملحة في العرض المسرحي مشيرا على صعيد آخر إلى أنه ليس خطأ ان يقدم المخرج عملا قديما برؤية معاصرة فمهما اختلفت الظروف يبقى الوجع موجودا كما أن هناك أعمالا يليق بها أن تقدم مرة اخرى وخاصة اذا كانت متجددة على مستوى الفكرة فالقراءة الجديدة ضرورية لكل نص حسب مرجعية المخرج ومخزونه المعرفي .
و أضاف .. العمل جيد بشكل عام و إن ينقص افراده المزيد من الوقت للتدريب و البروفات بغية الوصول إلى مستوى أعلى من المرونة في الحركة على الخشبة.
و لفتت مناة الخير مديرة المسرح القومي إلى أهمية إعادة إنتاج الأعمال المسرحية النوعية بصورة معاصرة تقترب من نبض الجمهور الجديد وخاصة أن الأعمال الخالدة تحتمل الكثير من الإضافات المتكررة بما يتناسب و المرحلة الزمنية الموازية كما تفسح المجال أمام المحاولات التجريبية التي تؤكد اتساع رقعة الخيارات الفنية و تنوع الأفكار و التجارب إلى جانب القدرة على إضافة بصمات خاصة لكل جيل على حدة.
وتحدث الممثل رافي عزيز عن دوره في المسرحية قائلا.. أجسد دور شخص يقوم باسترجاع ذاكرته المتراكمة على الخشبة في قالب رمزي يسلط الضوء على ضرورة الحفاظ على إنسانية الإنسان في هذا العالم و أشار إلى أن العمل الجماعي يمنح الممثل قوة و تميزا في طريقة أدائه للدور المطلوب لتجسيد الفكرة العامة للعرض.
أما الممثل فريد حداد فقد أكد على الأمر نفسه موضحا أن العمل الجماعي زود الممثلين من معهد القباني بالكثير من الرؤى و التصورات الجديدة و منحهم حيزا إضافيا للتجربة التمثيلية ولا سيما أن الجميع عمل في هذا العرض تحت إشراف الفنان أسعد فضة فكان العمل معه منهلا للأفكار و الخبرات الجديدة.
اما نجاة محمد وهي الممثلة الوحيدة في العمل فقد أكدت ..أن واقعية القصص المقدمة في العرض الذي صاغ مقولاته المختلفة من خلال فرقة مسرحية جوالة قد أضفى على الأداء العام كثيرا من المتعة خاصة في ظل التفاعل الكبير للجمهور ما اعطى الممثلين طاقة ايجابية كبيرة لتقديم أفضل ما عندهم
جميع الحقوق محفوظة لموقع syriandays / arts © 2024