أقام المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا بالسويداء مساء أمس حفل توقيع كتاب بعنوان “رومنسيات لمارثيا” الذي يضم 152 صفحة من القطع المتوسط للكاتب حسين ورور.
ويتضمن الكتاب دراسة تاريخية قصيرة تحت عنوان مارثيا زوجة الإمبراطور الروحاني فيليب العربي التي لا يعرف مصيرها أحد إلى جانب الحديث عن شهبا وآثارها والمواقع الأثرية بمحافظة السويداء والجو الذي عاشت فيه مارثيا لتكون أول امرأة تشهد عملية البناء الحضاري للمدينة.
ويحوي الكتاب 52 نصا نثريا كتبت على مدار عدة سنوات من وجود الكاتب ورور بمدينة شهبا وعمله فيها كاشفا ضمنها عن شخصية مارثيا وفيليب ومشاعره وعواطفه تجاه شهبا ومحبته لها ودعوته للحفاظ عليها كمدينة تاريخية.
وبين ورور خلال توقيع الكتاب أن مدينة شهبا التي سكنها قبل أكثر من ثلاثة عشر عاما أثارته بمعالمها وشؤونها وغالبه هاجس التأمل فيها والبحث في أسرارها التي تركت الكثير من الأسئلة الصعبة والتساؤلات المحيرة فجاء كتابه هذا ليخاطب فيه مارثيا ومدينتها والتاريخ والوطن وأهل شهبا لكي نحافظ على ما تبقى من الأثر العظيم فيها ونتابع البحث في مصير القدماء ونكشف التشويه الذي لحق بتاريخنا من قبل الباحثين والمؤرخين الأجانب على اختلاف مشاربهم.2ولفت ورور إلى أن التاريخ طوى صفحة مجهولة وغامضة وملتبسة عليها اسم مارثيا التي لم تتوج سيدة أولى لروما بسبب مصرع زوجها فيليب الذي راح ضحية مؤامرة أعدها أحد قادته وتساءل هل نستطيع جميعا أن نجعل من مارثيا الملكة مجهولة المصير أيقونة خالدة لمدينة شهبا نحتفل بذكراها حتى لا يطويها النسيان وغبار الزمن ويطوي معها صفحة من صفحات كتاب شهبا الناصع الذي يجب أن يظل حيا إلى الأبد.
بدوره بين الشاعر محمد أبو عجرم في قراءة له حول الكتاب أن الأديب ورور حاك الرومنسيات بخيوط مذهبة وطرزها بإبرة بارعة فجاءت نصوصه الشعرية انعكاسا لهويته الثقافية المبنية على مخزون معرفي وجعل من خلالها مارثيا شخصية استثنائية ونموذجا لنساء عظيمات عبر التاريخ مقاطعا بدفقه الشعري وإيقاعه المتناغم بينها وبين شهبا.
من جهتها أشارت المربية نهاد البيطار إلى أنها عندما قرأت الكتاب أحست أن مارثيا تمثل الماضي والحاضر وكما من المتناقضات الجمالية والتراجيدية أعطاها المؤلف مساحة من الزمن والحب والجمال معتبرة أن الكاتب يريد لكل امرأة سورية أن تكون مارثيا تحديا وصمودا ونبلا وأنفة وكبرياء وعطاء ومحبة.
يذكر أن حسين ورور 74 عاما لديه مجموعة كتب منها في القصة القصيرة فتاة حي الورد وإصدار خاص وعريس وعروسة والكتاب المسرحي أورفيوس والمجموعة الشعرية علا وحارس الماء والتشكيل الملحمي الشعري إنانا إضافة لتأليفه تمثيليتين تلفزيونيتين الأولى بعنوان الحياة تبدأ غدا يعكس فيها نضال الطبقة العاملة أيام ثورة آذار والثانية شجرة المحبة التي تدور حول صراع الأجيال فضلا عن كتابته أكثر من عشرين مسلسلا وتمثيلية إذاعية منها بائع السكاكر والورد والهالوك ومالفا وساطعة كالشمس وكذلك نصا مسرحيا بعنوان إصابة عمل تناول البيروقراطية في العمل الإداري وعرض بالسويداء عشرات المرات.
