بديعة الأعور اسم قد لا يعرفه الكثيرون منا ولكنها رفيقة عمر السيدة فيروز منذ الفستان الأول حتى آخر ذيل فستان رفعته خلف السيدة لئلا يعلق بخشبة المسرح .
رحلت بديعة الأعور، خياطة وصديقة عمر السيدة فيروز،الخياطة الموهوبة التي خاطت ملابس مهرجانات لبنان وبابو لحود وحرس التشريفات الجمهوري،إضافة الى ملابس السيدة فيروز التي كان يصممها كبار المصممين وهي تقوم بتنفيذها، إضافة الى ملابس الفرقة.
رحلت وهي تحمل حكايا ونوادر و(فصول ) لا أحد يعرفها الا بديعة رفيقة درب فيروز .
(بدوع )كما تدلعها السيدة فيروز كانت ناطورة المفاتيح وحاملة ذكريات صبا فيروز وعاصي الأولى حيث كانا يترافقان من بيتها يداً بيد نزولأً باتجاه الاذاعة اللبنانية , وذكريات طفولة زياد وريما وهلا وليال , و ذكريات من أحزان السيدة فيروز على أمها وزوجها عاصي , بديعة التي كانت تعلق سلسلة ذهبية كتب على أحد وجهيها كلمة (الله )وعلى الوجه الأخر (فيروز), كانت أماً وأختاً لفيروز .
بديعة الجندي المجهول في عالم المسرح والفن، لم تكن فقط صانعة ملابس، تدوزن الثوب بغرزة من هنا أو ثنية من هناك، كانت تحفظ جسد فيروز وتغيّراته، كانت فيروز كل عالمها.
لا يستقيم نهار بديعة بدون الأتصال عند الثالثة من بعد الظهر واحياناً بأتصال آخر في آخر الليل من السيدة فيروز .
كان منزل بديعة مركز ودائع الست خزانة ماسية لفساتين السيدة فيروز واسرارها ,مستودع هدايا فيروز تلك التي ترسلها كل سنة قبل الأعياد الى مجموعة من أصدقائها.
كانت الشخص الأخير الذي تراه فيروز قبل خروجها الى المسرح، الى أن انتُزع منها هذا الدور لكبر سنها والخوف عليها من السقوط والتعثر في عتمة الكواليس.
