انطلقت احتفالية “الحب ليس كلمة” التي تكرم الفنان التشكيلي المعلم الياس زيات مساء اليوم في غاليري مصطفى علي بافتتاح معرض ضم عدداً من الأعمال التشكيلية لعدة فنانين سوريين.
وضم المعرض نحو عشرين عملاً فنياً تنوعت بين النحت والتصوير بخامات وأساليب مختلفة لكل من الفنانين الياس زيات وإحسان عنتابي وإدوار شهدا وباسم دحدوح وعبد الله مراد وعبد القادر عزوز وغسان نعنع وشلبية ابراهيم ونزار صابور ونذير اسماعيل وغازي عانا وفادي يازجي وفؤاد دحدوح ومصطفى علي.
الفنان زيات المحتفى به قال في تصريح لـ سانا إن هذه الاحتفالية هي فرصة لألتقي بنخبة من طلبتي الفنانين الذين كنا معا في كلية الفنون الجميلة في الماضي وإن كنت علمتهم في يوم من الأيام فإني اليوم أتعلم منهم.
بدوره الدكتور نزار صابور صاحب فكرة الاحتفالية قال عندما توفي الفنان الكبير نذير نبعة حزنت جداً لأننا لم نعبر له بما يكفي عن مدى محبتنا له لذلك جاءت الفكرة لتكريم رموز الفن التشكيلي السوري وأن لا نحمل هذه المسؤولية للمؤسسة الثقافية الرسمية أو لاتحاد التشكيليين فقط فتم طرح الفكرة على مجموعة من الزملاء الفنانين وتم تطويرها حتى وصلنا لهذه الشكل اليوم.
وأضاف صابور إن الاحتفالية متعددة بفعالياتها من معرض جماعي وتقديم فيلمين عن الفنان زيات مع ندوة حوارية حول تجربته الفنية الطويلة وصولا إلى حفل موسيقي في ختام هذه الاحتفالية مبيناً أن هناك سلسلة من الاحتفاليات ستقام لاحقا لتكريم رموز فنية مهمة في الساحة التشكيلية السورية تحت عنوان الحب ليس كلمة لأن الحب فعل يجب ان يتجسد بعمل فني.
وأوضح صابور أن هذه الاحتفالية وما سيأتي بعدها من احتفاليات تعبر عن إيمان السوريين بالسلام بعيدا عن الحرب والموت مبيناً أن هذه النشاطات هي طريقة لرفض الدمار والإرهاب والموت في بلدنا والذي لم يك له مثيل في التاريخ كما أنها تعبر عن امكانية تحقيق حراك فني وثقافي مهم عندما يجتمع عدد من السوريين على المحبة.
وقالت التشكيلية ليلى نصير صاحبة التجربة الفنية الكبيرة أن تكريم الفنان من زملائه الفنانين هي مبادرة جميلة تدعو للمحبة أكثر ولنكون اقرب من بعضنا بشكل حميمي مبينة أن دور التجمعات الفنية المستقلة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها هو مكمل لدور المؤسسة الثقافية الرسمية ولاتحاد التشكيليين في تكريم الفنانين التشكيليين السوريين.
وأوضحت نصير التي لم تتوقف عن الرسم حتى اليوم أن الفنان السوري يعاني بشكل اضافي نتيجة ما يكابده الوطن ويحاول أن يعبر عن حزنه ومعاناته من خلال فنه ليقاوم الموت والحزن وليؤدي دوره الوطني والإنساني.
أما النحات مصطفى علي فقال إن الاحتفالية جاءت لتكريم فنان وأستاذ مازال موجود بيننا كي يصله منا نحن طلابه مدى المحبة والتقدير الذين نكنهما له ولفنه مبيناً أن أهمية هذه الفعاليات الفنية التي تقام في هذا الوقت تنبع من التأكيد على قدرة السوريين على الحياة والعمل وتقديم الفن وتكريم وتقدير الفنانين الرواد لدينا ليرى العالم الوجه النبيل لشعبنا والسلام في سورية وشكل الحياة والفن فيها رغم المحنة التي نعيشها.
من جهته النحات غازي عانا قال إن هذه الاحتفالية هي باكورة مجموعة احتفاليات تكريم لفنانين كبار في الفن التشكيلي السوري وجاءت الفكرة لدينا كفنانين ننتمي لمجموعة “الحارة” الفنية بالتعاون مع زميلنا نزار صابور وتطورت لتأخذ هذا الشكل مبينا أن الفنان الياس زيات اسم كبير وهو معلم لاجيال من الفنانين السوريين.
وأضاف عانا إن المعرض الذي يشارك فيه عدد من الفنانين السوريين المنتمين للمجموعة الفنية “الحارة” والذين يشكلون جزء من المشهد التشكيلي السوري بالإضافة لعدد من خارج المجموعة يحمل الحب للفنان زيات مبينا أنه سيقدم في اليوم التالي فيلم انجزء منذ فترة عن الفنان زيات مع فيلم آخر أعده الناقد سعد القاسم مع ندوة حوارية عن تجربة الفنان المحتفى به.
وأوضح عانا أن هذه الاحتفالية تحمل رسالة محبة وسلام للعالم تقول إن سورية بخير وتعمر بالمحبة مبينا أن مجموعة الاحتفاليات القادمة ستأكد رسالة الفن السوري والحب الذي يحمله بالإضافة إلى أهميته في المشهد التشكيلي العربي والعالمي من خلال أسماء كبيرة أرست قواعده وأسسه ويستحقون منا التكريم والتقدير.
وقال الفنان عصام المأمون إن هذه الاحتفالية ظاهرة جميلة من خلال تكريم أستاذة الفن التشكيلي الرواد الذين لهم مكانهم في تاريخ الفن السوري وتكريمهم هو تكريم للثقافة والفن في سورية لافتا إلى أن أهمية الاحتفالية ينبع من تكريم الفنان زيات وهو بيننا يتمتع بالحيوية والنشاط ليشهد مدى الحب الذي يكنه له طلبته وأجيال واكبت مشواره الطويل مع التقدير والوفاء لشخصه ولفنه.
يذكر أن المعرض مستمر حتى التاسع من الشهر الجاري على أن تتابع الاحتفالية نشاطاتها عند السابعة من مساء الغد بعرض فيلمين عن الفنان الياس زيات يعقبه حوار مع الفنان وتختتم الاحتفالية عند السابعة من مساء يوم الجمعة القادم بحفل موسيقي لفرقة اسانس شرقي.