اختار الفنان التشكيلي فؤاد أبو ترابة عبارة “حبيبتي سورية” لتكون عنوانا لمعرضه الذي أقامه اليوم اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين في صالة الشعب بدمشق والذي ضم نحو ستين عملا تصويريا استخدم في جميعها الألوان المائية بتقنيات مختلفة.
وبدت تقنية الحفر ظاهرة في لوحات أبو ترابة كونه اختصاصه الرئيسي حيث عمد إلى تغطية لوحاته بخلفيات ذات ألوان رمادية أو بيضاء أو سوداء إضافة إلى أنه احتفى باللون كمكون أول للوحته مستخدما كل أدوات الفنان لإظهار قدرته على تقديم تدرجات لونية لافتة للنظر والتي تخرج منها شخوص لوحاته والتي جاءت في الغالب مبهمة الوجوه والمعالم.
وفي تصريح لـ سانا الثقافية قال الفنان أبو ترابة “أفرزت الأزمة التي تتعرض لها سورية ادبا خاصا بها والذي انعكس بدوره على الفن بشكل عام من الموسيقا للفن التشكيلي ووجدت أن دوري كفنان في هذه الحرب الجائرة على بلدي تقديم هذا الدمار بلوحة فنية تعكس تأثري بالحدث وبأملنا جميعا بما بعد الحرب”.
وأضاف “استخدمت في اللوحات ألوانا مائية نقية في محاولة لصنع تجربة لونية فريدة جاءت بعد بحث لوني مستمر أردت عبرها أن اقدم لطلابي في كلية الفنون الجميلة نموذجا عن الفن وطريقة معالجة الألوان لبعضها” مؤكدا أن رسالة الفنان السوري في هذه الظروف تتمثل في أن يوظف فنه دفاعا عن بلده وأن يرد جزءا مما قدمته له.
وردا على سؤال حول سبب احتفائه بالألوان في اللوحات المشاركة بالمعرض قال “بات اللون في عصرنا الحالي هو سيد الموقف في اللوحة نتيجة لطغيان الثقافة البصرية التي تعتمد على الرؤية الأولى للمشاهد للعمل الفني وعلى إحساسه المباشر إزاء كل لون بعد أن كان الفنان في الماضي يجهد لإبراز الفكر في لوحته” مبينا أنه يمزج في اللوحات التي قدمها بين تقنية الحفر وبين الرسم بالألوان.
بدوره قال الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين خلال تصريح مماثل “لاحظت أن الفنان أبو ترابة استخدم في لوحاته بالمعرض الألوان المائية بأسلوب خاص عبر الاستفادة من تقنيات التلوين بمواد أخرى كالإكرليك والباستل والزيتي رغم الطبيعة الخاصة للون المائي والتي تتعلق بشفافيته كمادة فنية”.
وأضاف “حقق الفنان غنى واضحا في التعبير بلوحاته التي اقتصر بعضها على لونين أو حتى لون واحد فضلا عن الرصانة في التكوين كما استطاع عبر ما قدمه أن يوثق لواقع الأزمة وما نمر فيه على صعيد مضمون العمل والذي استنبطه من لاشعوره الداخلي” مسجلا عتبه على أبو ترابة لأن الجمهور المتابع للفن في سورية ينتظر منه أعمالا بفن الغرافيك توازي مقدرته فيه كحفار ممتاز.
يشار إلى أن الفنان التشكيلي فوءاد أبو ترابة من مواليد صلخد في السويداء عام 1954 تخرج من كلية الفنون الجميلة قسم الحفر بجامعة دمشق عام 1980 وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين شارك في العديد من المعارض الفنية الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها أعماله مقتناة في سورية وهولندا وفلندا وألمانيا ويعمل حاليا مدرسا في كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء.