يشكل الكاتب الفلسطيني توفيق فياض نموذجا للمثقف المقاوم الذي التصق بقضيته وتوحد معها في مسيرته الأدبية والنضالية التي تحمل معها النفي عن الوطن والاعتقال فكان نضاله الدؤوب ضد الاحتلال الصهيوني هدفا أساسيا لسلطاته وعملائه في أنحاء العالم نظراً لتبنيه الكتابة عن الفدائي الفلسطيني وتضحياته من أجل وطنه إضافة إلى مشاركته في كثير من المواقف النضالية التي زرعت الرعب في قلب كيان الاحتلال.

ومن أهم ما رصده قلم فياض هو رواية مجموعة عكا 778 والتي تعتبر أول تسجيل روائي لمجموعة فدائية فلسطينية وفق ما عبر عنها الكاتب بأنها قصة ليست من الخيال بل واقع صنعته مجموعة من الفلسطينيين الأبطال هم فوزي أحمد النمر-محمد حسين غريفات-يوسف أبو الخير-عبد حزبوز-فتح الله السقا- رامز توفيق خليفة.

وفي الرواية اجتمع الكاتب مع بعض أصدقائه وأعلنوا الانضمام والولاء للثورة الفلسطينية وبدؤوا يفكرون فيما يجب عليهم فعله لتنفيذ عملية فدائية تقصم ظهر الكيان الصهيوني فكان التخطيط والتدريب لعملية عكا 778 التي استهدفت ضرب مصافي البترول في حيفا لتكون رداً على قصف المدفعية الصهيونية وطيرانها مصافي البترول المصرية في السويس وإحداث حالة من الذهول والارتباك لدى الصهاينة وتشجيع العرب نحو دعم العمل الفدائي والالتحاق بالثورة الفلسطينية.

كما تسجل الرواية كثيراً من الحالات التي عاشها الكاتب في مقاومة الكيان الصهيوني ومقارعته وانخراط الكاتب في أكثر من مجال وضد كل من يحاول النيل من فلسطين بأسلوب فني رفيع المستوى وقريب من هدف المثقف العربي الذي يرمي إلى الحفاظ على كرامته.

وعن نشر هذه الرواية وتقديمها للقارئ العربي قالت الإعلامية والكاتبة مي شهابي المدير العام لدار فلستينا للنشر والتوزيع ورئيسة مجلس إدارة عشاق سورية.. “كان الأديب الفلسطيني توفيق فياض هدفاً لعملاء الصهاينة من العرب وسواهم لذلك قمنا بدورنا الأدبي ونشرنا له عددا من أعماله وهي: مجموعة عكا 778/ رواية بيت الجنون/ مسرحية الشارع الأصفر مجموعة قصصية /المشوهون مجموعة قصصية خربة خزعة ترجمة عن رواية ليزهار سميلانسكي /البهلول/ مجموعة قصصية.

وبينت شهابي أن الحفاظ على الكرامة يستدعي بذل كل التضحيات لذلك ستقوم الدار بتكرار نشر الرواية نفسها وتصديرها للعالم ولا سيما ان الكيان الصهيوني هو وراء كل ما يجري بالعالم من كوارث ووراء كل ما تتعرض له سورية من مؤامرات.

يشار إلى أن توفيق فياض روائي وقاص ومسرحي فلسطيني ولد في المقيلبة قرب حيفا عام 1939وعمل في التعليم وفي دائرة الجمارك بميناء حيفا… اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي عام 1970 بعد اشتراكه في عملية ضد الاحتلال وأفرج عنه عام 1974 في عملية تبادل الأسرى مع الجانب المصري ومن أعماله: المشوهون/ رواية 1964 /بيت الجنون/ مسرحية 1965 /الشارع الأصفر/ قصص 1970 /المجموعة 778/ رواية 1974 /حبيبتي ميليشيا/ رواية 1976 /البهلول/ قصص 1978 وعاد في حزيران الفائت إلى موطنه بعد منفى استمر 41 عاما قضاها في الكتابة وخدمة القضية الفلسطينية.