|
|
|
|
صَهيلُ الوقتِ |
أ. د. مصطفى الشليح صهـلـتْ خـيــولُ الـوقــتِ خـوفــا أولا مـنـذ التـفـافِ الـغـيـم حـرفــا بـسـمـلا
صـهـلــتْ بــهــا آيـاتُــهــا فـتــدثــرتْ بسؤالـهـا رؤيــا .. وسـالــتْ مـسـبـلا
عـطـفـتْ عــلــى كلـمـاتـهـا فـتـأولــتْ كلماتـهـا .. مــا الغـيـبُ كـــانَ تـــأولا
ورفَـــتْ معـاطـفـهـا بــكــلِّ سـرابـهــا وتـــذكـــرتْ أنَّ الـــســـرابَ تــمــثــلا
كــانــتْ تــحــفُّ بـلـيـلــةٍ مــأســـورةٍ سـحـرا هـمــى مـــا البـابـلـيُّ تـحــولا
كـانـتْ تـخـفُّ إلــى انـــدلاق حبـابـهـا كالـنـور رفـــرفَ .. فـالأثـيـرُ تمـلـمـلا
للشـمـسُ كــأسٌ .. والسَّـمـاءُ دنانُـهـا والكـأسُ شـمـسٌ .. والفـضـاءُ تـأمـلا
كـانـتْ تـشـفُّ لتقـطـفَ الغـيـمَ الـــذي تـركَ الحـروفَ علـى الـمـدى وتسـلـلا
كـانــتْ عـلــى وهـــمٍ يُـرتِّــلُ صـمـتَـه وأنــا هـنـاك .. فكـيـفَ قــامَ ورتَّــلا ؟
كــيــفَ الـفـراشــةُ أقـبـلــتْ ببـيـانـهـا لتطـوفَ بـي .. وبيانُـهـا مــا أقـبـلا ؟
ألـقــتْ عـلــى الكـلـمـاتِ كـــلَّ كـنـايـةٍ تعـطـو إلــى مـعـنـى رأى فاسـتـرسـلا
ورأى عـلـى العـربـاتِ ريـــحَ غـوايــةٍ فـهـوى ومــالَ مــن الـــرؤى وتـــأولا
ريــحٌ .. كــأنَّ جماحَـهـا عـمُـري أنـــا تـأتـي عـلـى قــدرٍ .. فعـمْـري للـبـلـى
آتـــي إلــــيَّ .. لأسـتـقــلَّ صـبـاحَـهـا وجنـاحُـهـا خـــرقٌ .. أقــــلَّ وأرقــــلا
آتـــي إلـــيَّ .. لأسـتـمـيـلَ جـراحَـهــا ولأسـتــدلَّ عـلــيَّ .. حــتــى أرحــــلا
هــيَ رحـلـةٌ .. واللانـهـائـيُّ احـتـمـى بالـلانـهـائـيِّ الـــــذي ضـــــمَّ الــفـــلا
ضــمَّ الطـلـولَ إلــى يــدي فأضـاعَـهـا ويدي طلولُ غدي .. ولي أنْ أسـألا ..
ولـقــدْ لـمـمـتُ غـبـارَهـا فـاسَّـاقـطـتْ لـمـعٌ شــواردُ .. ثــمَّ عــادتْ قـسـطـلا
لـمــعٌ تُـرتِّــبُ لـــي خــرائــط ذاتِــهــا مــنْ حيثُـمـا وجــعٌ .. يُـرتِّـبُ مـدخـلا
وجـــعٌ .. وللـعـتـبـاتِ حُــــرُّ نـدائـهــا يكـسـو الـمـدى بجـعـا يُـخـبِّـرُ مـنــزلا
كــانــتْ بُـحـيـرتُـه تــحــارُ إذا نـــــأى وتغارُ من رمـلٍ .. يُصوِّبُ ما انجلـى
كـانــتْ تجـاعـيـدُ البُـحـيـرةِ مـوسـمــا لحكـايـةٍ .. مــا كــانَ .. كــانَ تـوغَّـلا
أخــذَ انـصـرافَ الـمــاء عـــنْ آيـاتــه أخــذَ اعـتـكـافَ الـبـئـر حـيــنَ تـــأوَّلا
أخــذَ اقـتـرافَ الأيـــن مـــنْ لـوحـاتِـه وحــذا التـفـافَ الـلـون كـيـفَ تـسـلـلا
أخـــذَ الـمـوانـئَ مـــنْ موانـئِـهـا فـــلا بـحــرٌ ســـوى أصـدافــه مــــا أقــبــلا
أخـــذَ البُـحـيـرةَ كـلـهـا ورمـــى بـهــا ذاتـــا إلــــى ذاتٍ .. وكــــانَ تــحــوَّلا
نــامــتْ أسـاطــيــرٌ عــلـــى مــرآتـــه فتجـاذبـتْـهـا الـعــيــنُ .. لــغـــوا أولا
فـرأى سُــرى الأشـبـاح فــي كاسـاتـه ورأى حَـبـابَ الـضـوء أمـــردَ أعـــزلا
فـكـأنــه خــــافَ الــسُّــرى وكــأنـــه طـافَ الـذُّرى سـرًّا .. وسَـيْـرًا أشـعـلا
وكــــأنَّ خــفــا للـمـتـاهـةِ .. واقــفـــا يـذرو الوقـوفَ علـى المتـاهـةِ مـعـزلا
حـتــى إذا انـتـبـذتْ خـطــاهُ خـطـوَهـا وتـعــوَّذتْ بالـسُّـورتـيْـن ومــــا تــــلا
خــفــقَ الـفـضــاءُ وحـلَّـقــتْ ذَراتُــــه تـرقــى الـكــلامَ إلـــى الـكــلام تـبـتَّــلا
كـقـصـيـدةٍ مــــا قـالـهــا شُـعــراؤهــا منـذُ امـرئ القيـس الـذي خبـرَ البـلـى
مــنــذُ الـمُـعـلـقـةِ الــتـــي أسـتــارُهــا أنهـارُهـا .. يشـتـارُهـا وجـــعُ الـمــلا
مـنــذُ المُـطـوَّقـةِ الـحـمـى .. آثــارُهــا أسـفـارُهـا لـــمْ تـبـرحَـنَّ إلـــى الـفــلا
مـنــذُ المُـرقـرقـةِ الـلـمـى .. أقـمـارُهـا شــــردتْ بـلـيــل الــحُــبِّ دَلَّ وذلــــلا
مـنـذُ التـفـاتِ الـبـرق يـفـتـقٌ شـوقَــه إنْ أجْـمــلَ الـذكــرى ولـــوَّحَ فــصَّــلا
مـنــذُ انـتـبـاهِ الـغـيـم يَــرتــقُ أفــقــه لـيـرقَّ .. بالـرؤيـا .. إذا مـــا أسـبــلا
منـذ اكتـنـاهِ النـجـم مــا قــالَ الـهـوى بـرسـالــةٍ مـخـتـومـةٍ لــــنْ تــرســـلا
والـوالــهُــون الـتـائـهُــون صَـبــابــةً جُـوديُّـهــا مــــا كــــانَ .. إلا أعــــذلا
لـمـا اسـتــوى لـغــةً تـكـحَّـلَ طـرفُـهـا بـالإثـمـدِ الـولـهـان .. كـــانَ تـكـحَّــلا
وإذا غــوى نـظـرتْ عـيـونٌ لـلـسِّـوى وتلـعـثـمـتْ قــــولا أغــــنَّ وأجــمـــلا
وإذا روى خـطـرتْ شــؤونٌ كالـجَـوى بـإشــارةٍ .. هـيـهــاتَ أن تـسـتـرسـلا
وإذا طوى نثـرتْ شجـونٌ مـا استـوى لـغـةً عـلـى الطـرقـاتِ حـتـى تـصـهـلا
اللهَ .. يـا روحـي ويـا بـوحـي .. فـمـا أذنَ الـنوى لـحَـمامةٍ أنْ تـهـدلا
يـتـرجــلُ الـشـعــراءُ بــيــن قـصـيــدةٍ وقـصـيــدةٍ .. يَ ـتــداولــون الـمـنـهــلا
لـكــنــكَ الآنَ .. امِّــحـــاءٌ لــلــسِّــوى ولـكَ القصـيـدُ .. أكــانَ أنْ تتـرجَّـلا ؟
سحـبـتْ يَمـيـنُـكَ مِـــنْ يَمـيـنِـكَ آيـــةً فـالـقِ العـصـاةَ إذا استبـقْـتَ لـتـزجـلا
لــكَ وحــدكَ انفلـقـتْ بلامـيـةٍ غـــوتْ كـلُّ البُحـور فكـيـفَ وحــدُكَ بسـمـلا ؟
لكَ أنتَ خوفُكَ ثمَّ حتفُكَ .. مـا تـرى ؟ أنـىَّ طـوافُـكَ .. وانخطـافـكَ جلـجـلا ؟
كيفَ انصرافُـكَ عـنْ مدائـنَ للسُّـدى ؟فـيـمَ التحـافُـكَ خِـرقـةً قـيــدَ الـبـلـى ؟
لـكَ وحـدكَ اغتبقـتْ قوافـيـكَ الـتـي .. والـلـيــلُ يــغــزلُ لـلـقـوافـي جــــدولا
مـــاءٌ عـلــى شـفــة الـغـمـام فـراشــةً رائــيــةً .. مـرئـيــةً .. لــــنْ تــأفُـــلا
فـأقـمْ خـيـامَـكَ فـــي كـلامِكَ دهـشــةً صهلتْ .. فقمْ يا أنتَ حتى .. تذهلا ..
|
سيريانديز |
|
الإثنين 2012-05-21 | 23:17:02 |
|
|
|
|
|
|
|