افتتح المسرح القومي عروض موسمه الحالي بمسرحية المدينة المصلوبة تأليف الأب إلياس زحلاوي إخراج محمود خضور وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.
يروي العرض الذي تدور أحداثه داخل كنيسة في القدس المحتلة تصدي الكاهن عيسى بحيرة لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتغيير ملامح القدس كمدينة عربية من خلال هدم بيوت الفلسطينيين حيث يجري ذلك أثناء إحياء مسيحيي المدينة لذكرى قيامة السيد المسيح عليه السلام ما يجعل من موقف بحيرة موقفاً وطنياً بعيداً عن انتماء الدين وتكاتفاً مع أبناء الوطن الفلسطيني في وجه العدوان.
وقال الفنان زيناتي قدسية الذي قام بأداء شخصية الراهب عيسى إنه قدم معالجة درامية معاصرة تلائم روح النص الذي كتبه الأب زحلاوي بداية سبعينيات القرن الماضي مستفيداً من الأحداث الأخيرة للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
اتخذ العرض مبدأ الوحدات الثلاث التي وضعها أرسطو وحدة الزمان والمكان والحدث محافظاً بذلك على النوع الذي قدم العرض فرجته ضمن شروطه الجمالية الواضحة من ديكور ذي ثلاثة كتل مذبح..طاولة..مكتبة والتي شكلت تفاصيل المكان الذي يجري فيه الحدث وزمانه إبان هزيمة حزيران عام 1967.
واعتمد مخرج العرض على إضاءة رمادية مع فواصل موسيقية وضوئية فلاشار للتعبير عن لحظات الصراع المسرحي ولاسيما في الحوارات بين الراهب عيسى والضابط الإسرائيلي بنيامين وذلك للتدليل على ذروات العرض وجذب المتلقي إلى الشخصية الإيجابية في هذا النوع من العروض.
يذكر أن عرض المدينة المصلوبة قدم مؤخراً في احتفالية أيام مقدسية كما أخرجه للمسرح الفنان سمير سلمون عام 1971 ونال عندها إعجاباً منقطع النظير في الأوساط الثقافية السورية والعرض من تمثيل كل من زيناتي قدسية-علي كريم-رامز عطا الله- كميل أبو صعب- ريم درويش-إيمان عودة-قصي قدسية-شهناز سليم-حسني سلامة- خلدون قاروط-إضاءة -نصر الله سفر- تأليف موسيقي-معتز خليل- ديكور نعمان عيسى أزياء- وسام صبح مكياج هناء برماوي.
