حلمت مدربة الباليه سوسن فاحلي مذ كان عمرها ثلاث سنوات وهي لاعبة للجمباز بأن تكون راقصة باليه.. وبالعمل والتدريب المستمرين وصلت إلى ما كانت تصبو إليه حتى غدت إحدى أهم المدربات في محافظة حمص للباليه.2

وتقول فاحلي لـ سانا الثقافية.. “بدأ حبي لرقص الباليه مذ كنت لاعبة للجمباز حيث كنت بطلة لفريق حمص وللمنتخب ولم أدخر جهدا في مواصلة التدريبات وتتلمذت على أيدي خبيرات يابانيات في الاتحاد الرياضي بداية التسعينيات عبر دروس خاصة بفن الباليه حتى وصلت إلى مرحلة مدربة في معهد نهاوند عام 1994 في مدينة حمص”.

وتضيف.. “شاركت في حفلات مجلس مدينة حمص كمدربة لمدة ست سنوات على مسرح دار الثقافة والزهراوي إلى أن تم تشكيل فرقة حمص للباليه والرقص التعبيري عام 2005 فكنت رئيسة للفرقة حيث قدمت عروضا فنية متميزة في مهرجان القلعة والوادي الذي كان يقام كل عام في وادي النضارة بالإضافة إلى مشاركتي في مهرجان تدمر السياحي عبر تقديم عروض للباليه”.

وأشارت المدربة فاحلي إلى أن الحرب المفروضة على سورية أثرت بالتأكيد على الفنون بما فيها فن الباليه حيث توقف العمل والتدريب لمدة ثلاث سنوات لكنه استأنف نشاطه بفريق جديد يحمل اسم “إحساس” وتم تقسيم الراقصين إلى فريقين الأول في مدينة حمص والثاني في وادي النضارة نظرا للإقبال على هذا الفن الذي يعد أحد الفنون الذي يفرغ الطاقات الداخلية لدى المتدربين أطفالا وشبابا ليقدم الفريق عددا من الحفلات على مسارح حمص آخرها قبل أسبوعين على مسرح دار الثقافة بعنوان “براءة أطفالنا تقتل طواغيتكم”.

وعن العمر المناسب للتدرب على الباليه تبين فاحلي أنها تعمل مع المشاركات من عمر 4 سنوات وحتى العشرين وتقدم لهن ما يحتاجه هذا الفن من إمكانيات معتبرة أنه لا قيمة للفن دون رسالة تحمل في طياتها الإنسانية والمحبة والخير والمتعة حيث تناولت جميع أعمالها التي قدمتها على مدار العشرين عاما رسائل إنسانية حاكت من خلالها المشاعر والأحاسيس وأيقظت لدى المتدربات حبا لهذا الفن.

وعن مشاركتها العربية قالت.. “شاركت في مهرجان القاهرة الدولي لبرامج الأطفال في حفل باليه بعنوان “عودة ليلى” وحصل العمل على الجائزة الذهبية كما شاركت بمهرجان الاسماعيلية الدولي لمدة عامين 2004 و2005 للفنون الشعبية وكانت أول تجربة لي في مجال الفنون الشعبية قدمت خلالها لوحات فنية عن التراث السوري”.

وتخوض مدربة الباليه حاليا تجربة جديدة مع أطفال إحدى رياض الأطفال لإقامة حفل تخرج بمشاركة 200 طفل وطفلة كما تحضر لمشروع مستقبلي كبير ليتم عرضه في جميع المحافظات مشيرة إلى ضرورة إيلاء هذا الفن كل الرعاية والاهتمام والدعم اللازم من قبل المعنيين في الشأن الثقافي لكونه جزءا مهما من الفنون التي تعبر عن حضارة الشعوب وتقدمها وتطورها.