أجمع عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد المشاركين في مهرجان حمص المسرحي الذي أشعل شمعته الحادية والعشرين أمس على أهمية عودة المهرجان بعد سبع سنين من التوقف ليفرش أرض الخشبة حياة وصخبا وليعود الماضي الذي كان يجمعهم على مقاعد دار الثقافة لمتابعة العروض المسرحية التي تقدمها الفرق المحلية والعربية .
وفي تصريحات لـ سانا الثقافة قال امين رومية نقيب الفنانين في حمص “عندما تبلورت واتضحت فكرة إقامة مهرجان حمص المسرحي لهذا العام بالتنسيق مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين في سورية كان لهذا الخبر الوقع المهم على فناني حمص المتعطشين لمسرحهم فتسارعوا لتقديم نصوصهم المسرحية التي يودون المشاركة بها في هذا الحدث الفني الثقافي المهم الذي سيعيد لمدينة حمص ألقها الفني الذي غاب عنها طويلا خاصة أن حمص عانت كثيرا من الارهاب الذي حاول إخراجها من دائرة الثقافة والمعرفة لكنها أثبتت بأنها مدينة صامدة قوية معطاءة كما عهدها السوريون”.1
وأضاف رومية إن النقابة وأعضاءها وفنانيها سيبذلون قصارى جهدهم ويبدؤون بالتحضير للمهرجان القادم حيث ستتم إقامة ورشات العمل واللقاءات في مجالات التمثيل والإخراج وتطوير مفردات العملية المسرحية والاستعانة بالمختصين لإيجاد جيل فني مؤهل يخدم المسيرة الفنية المسرحية في هذه المدينة موضحا أن المهرجان يستمر لمدة ستة أيام ويتضمن خمسة عروض مسرحية من محافظات حمص ودمشق واللاذقية.
ومن جانبه بين الفنان خالد الطالب أن “عودة مهرجان حمص المسرحي إنما هي عودة للروح والحياة الفنية والثقافية المسرحية لمدينة حمص” وقال لقد عاد المهرجان الذي طالما انتظرنا عودته وبفارغ الصبر ليفرش أرض الخشبة حياة وصخبا وليشعل أبطال الأعمال المسرحية مسرحهم بما سيقدمونه من أعمال تسهم في دعم الحركة الثقافية الفنية ويقدمون إبداعاتهم ومواهبهم ويخدمون الحياة الإنسانية.1
الفنان بسام مطر يؤكد بدوره أن المسرح لن يموت ما دام هناك أناس يؤمنون بأهميته وأهمية الثقافة في حياتنا لكونها الحاضنة الأبقى والأنقى للفن لافتا إلى أن عودة مهرجان حمص المسرحي بعد انقطاع دام نحو سبع سنوات إنما هي عودة للحياة والازدهار الفني لمدينة حمص تلك المدينة التي كانت تعج بالمهرجانات واللقاءات الثقافية والأدبية.
ويقول إن “مشاركتي في عمل مسرحي حمل عنوان كلهم أبنائي خلال المهرجان تدفعني كفنان إلى تقديم المزيد من الأعمال المسرحية والمشاركات لنحاكي الواقع ونخدم الإنسانية والبشرية جمعاء”.
الفنان تمام العواني يقول “بعد انقطاع سبع سنوات عن مهرجان حمص المسرحي الذي كان يشكل حالة إنسانية وحضارية للمدينة يعود بكل أمل وتفاؤل حيث أفرز عبر سنواته الماضية عددا من الممثلين والمخرجين والمبدعين وكان تقليدا سنويا تمارس فيه كل النشاطات الفنية والأدبية بما فيها الندوات التي كانت تقام بعد العروض المسرحية لتخلق أجواء نقاشية أدبية هادفة مشيرا إلى أن افتتاح المهرجان يوم أمس أعاد الألق إلى خشبة دار الثقافة”.1
أما الناقد محمد الفهد فقال إنه “من الجميل أن يعود مهرجان حمص المسرحي من جديد ليعبر عن أن الحياة هي الباقية والقادرة على أن تفرض شروطها وحضورها ووجودها” لافتا الى أن عودة الفن الى الحياة هي تعبير عن إرادة الناس وحلمهم بالبقاء بشكل جميل فهو جزء أساسي من بنية روحهم فمهرجان حمص المسرحي يعود محملا بالأمل والمحبة متمنيا الاستمرارية له ليواكب الحياة .
وقال الفنان رفيق سمعان إن “الشعب المؤمن بالحياة لا يمكن أن يقهره الإرهاب فمدينة حمص التي عانت كثيرا من الفكر الإرهابي المتطرف استطاعت الخروج والتعافي منه لأنها كانت الأقدر على البقاء والاستمرار” مؤكدا أن عودة مهرجان حمص المسرحي دليل واضح وصريح على أن حمص هي الأقوى بثقافتها وفنها الانساني الحضاري حيث عبر المهرجان خلال سنواته الماضية عن أهمية الفن المسرحي الخلاق الذي أسهم في رفد الحركة المسرحية بكوادر مبدعة وها هو اليوم يعود ليثبت من جديد بأن الفنانين ما زالوا يقدمون فنهم الملتزم الهادف ويخدمون من خلاله مسيرة الحياة الثقافية والأدبية والفنية في سورية.
وأخيرا أكد المخرج حسن عكلا أن الفنان لا يستطيع ان يبدع الا في وسط مستقر ونحن لمسنا ملامح الاستقرار التي بدت واضحة على مدينة حمص بعوده الأمن إليها وعودة الروح من خلال انطلاق مهرجان حمص المسرحي حيث التقينا أصدقاءنا وأحباءنا وزملاءنا المسرحيين الأمر الذي يدعو الى التفاؤل ويؤكد أن الحياة هي الاقوى لافتا إلى الجو الاحتفالي الجميل بانطلاق المهرجان والوجوه المبشرة بالحياة لتنطق بأن الارهاب لم يغيبنا بل زادنا اصرارا على الحياة والتقدم والتطور نحو الافضل .
