توليفة مسرحية نحت نحو التجريب في العرض الذي حمل عنوانا “بالشمع الأحمر” لمخرجه الشاب باسل طه وعن نص “احتفال ليلي خاص لدريسدن” للكاتب مصطفى الحلاج حيث قام طه بإعداد هذا النص وفق صيغة قارب فيها فنونا عدة كان أبرزها الرقص والتمثيل والاستعراض والشعر متكئاً في ذلك على فرقته التي تكونت من فنانين شباب حاولوا تقديم مقترحهم بعفوية فنية لم تصل حد الاحتراف.sana

افتتحت المسرحية عروضها أمس على خشبة القباني مراهنة على إسقاطات ثقافية واجتماعية لكنها في الوقت ذاته لم تستطع مقاربة سمعة المسرح التجريبي الذي بدأ مسيرته منذ قرابة أربعين عاماً مع كل من الراحلين فواز الساجر وسعد الله ونوس ونخبة من المثقفين والفنانين السوريين مقتبل سبعينيات القرن الفائت ناقلين النظرية المسرحية إلى حيز التطبيق ومستفيدين من أطروحات جان فيلار وبريخت وبيسكاتور وآخرين.

وتطرح المسرحية حكاية مجموعة من الأشخاص تجمعهم ظروف حصارهم في ملجأ لتدور قصة هؤلاء بين تجاذبات عدة مشاكل تجعل منهم أشخاصا آخرين أمام قسوة الموقف والأفكار التي تنتابهم وصولاً إلى تفكيرهم بالانتحار الجماعي وتنفيذهم لهذه الفكرة كل في الآخر ليكون هذا المصير بمثابة تنويع على العبث الذي تطرحه المسرحية كمثال عن وجودية الإنسان في زمن الحرب وخوفه والوحشة التي تنتابه في مواجهته مع الآخر في ظل هذه الظروف.sana0

العرض حاول توظيف السينوغرافيا كعامل مساعد للمثل إضافةً لمفصلة الرقص بين المشاهد لكنه كان توظيفاً متواضعاً من جهة ضعف هذا الخيار درامياً واقتصاره على نمط واحد من الأداء الذي أظهر ضعفاً في أداء الممثلين وأخذ العرض إلى الاستعراض والمشاعر البرانية للممثلين في معظم لحظات المسرحية التي لم يستطع المخرج ضبط إيقاعها والأخذ بيد طاقمه الفني إلى ذروات صراع فعلية تستطيع جذب الجمهور إليها.sana1

يذكر أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة مديرية المسارح والموسيقا المسرح التجريبي وهي من تمثيل كل من يسر دولي- حمادة سميسم- دينا يوسف- باسل طه- أريج الزيات محمد سالم- كريوغراف أيهم مؤمنة- الراقصون .. غروب كايبر – علاء عاصي – بريفان مستو -لين ميلان قول – حنين الباروكي – ريتاج شاهين و سينا ميلان قول- مساعد كريوغراف .. سامر كايبر – تصميم الديكور ياسمين أبو فخر والعرض مستمر على مسرح القباني والدعوة عامة.