بحضور الدكتورة حنان قصاب حسن مدير الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون،الفنان مارسيل خليفة المدير الفني للفرقة والمايسترو نادر العباسي المدير الموسيقي. عقد ظهر يوم أمس مؤتمر صحفي على هامش الأمسيتين الموسيقيتين اللتين ستحييهما الاوركسترا الفلهارمونية القطرية على خشبة مسرح الأوبرا في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.
حيث سيتضمن الحفل معزوفات لـ أنطونين دفورجاك وهي السمفونية رقم 9،بقيادة نادر عباسي وكذلك سيقدم الفنان مارسيل خليفة الكونشيرتو العربي / تحية/
وسيشارك من سورية كل من العازفين فراس شارستان (قانون)، مسلم رحال (ناي)،كنان ادناوي (عود) ومحمد عثمان (بزق )، من لبنان بشار خليفة (رق وطبلة ).
وصرحت الدكتورة حنان قصاب حسن لسيريانديز : بأن هذا الحدث يعتبر من الأحداث الهامة لأن فرقة أوركسترا قطر الفلهارمونية تعتبر اليوم من أفضل فرق الاوركسترا في العالم لأنها تضم نخبة من أفضل العازفين.
أما الفنان مارسيل فقال : إن الآلات الموسيقية العربية تدعو الاوركسترا السيمفونية إلى التآلف مع أنغام الشرق بهذه الأوركسترا.
وسنقدم لكم نبذة عن أوركسترا قطر الفلهارمونية:
هي حديثة العهد ،تأسست في تشرين الثاني 2008 ،تضم أكثر من 101 عازف يمثّلون 30جنسية مختلفة.
تنظّم أوركسترا قطر الفلهارمونية حفلاتٍ موسيقيةٍ محلياً وعالمياً بغية التعريف برسالة دولة قطر، وتشجيع الناس على الاستمتاع بهذا المزيج المتميز من الموسيقي العربية والموسيقى الغربية، ونشر رسالة سلامٍ وتناغمٍ وانسجامٍ في العالم.
تشاطر أوركسترا قطر الفلهارمونية مبدأ مؤسسة قطر القائل بأن الشعب أهمّ ثروة تملكها الدولة. وبتعزيز التذوق الموسيقي لدى الجمهور, تسعى الأوركسترا إلى رفع مستوى المعرفة بهذا التخصّص الراقي في دولة قطر ودول العالم. ذاع صيت أوركسترا قطر الفلهارمونية بفضل الحفلتين الافتتاحيتين اللتين نظمتهما في الدوحة عام 2008 بقيادة المايسترو لورين مازيل، والحفلات الموسيقية الدولية التي أقامتها في واشنطن وباريس وميلانو وباليرمو ولوكا.شملت الحفلتان الافتتاحيتان معزوفاتٍ موسيقيةٍ لبيتهوفن وموريس رافيل ومارسيل خليفة ملحّن الأوركسترا المقيم الذي ألّف مقطوعة التحية والكونشرتو العربي اللتين أُدرجتا في برنامج الحفلات الموسيقية الدولية بقيادة المايسترو لورين مازيل في السنة الماضية.
وفي نوفمبر 2009, نظَّمت أوركسترا قطر الفلهارمونية حفلاً خاصاً بقيادة المايسترو نادر عباسي، احتفاء بمرور سنةٍ على تأسيسها.
نبذة عن الكونشرتو العربي:
ينتمي الكونشرتو العربي لزمان خاص: الزمان الأول. زمان البداية. الزمان الموسيقى للشرق العربي. ولكنه يزخر بفضل انتمائه الزماني للشرق بمجموعة من الانتماءات الزمانية المتعددة المتراكبة والمتقاطعة التي تشكل تاريخا من التزاوج والدمج. وإن أردنا تفكيك مكوّناته, فإننا نقوم بذلك بتفكيك صورته الفسيفسائية التي تتغذى من روافد متنوعة: روحية الشرق القديم, التراث الديني البيزنطي المتدفق, اللمسات الساحرة للموسيقى الفارسية, شجن العراق الغابر التي عرفت فيه المقامات, إيقاع الصحراء العربية, نشوة الباشراف التركية, الموسيقي الرجولية للأغاني الجبلية, والرقي الزخرفي لمدينة حلب, والنسيم العليل المنساب من الجنان الأندلسية المفقودة.
يتغنّى الكونشرتو العربي بحوار متواصل مع الأزمان الموسيقية للشرق فيحاكي العديد من أصواته ويغوص في تفاصيله ويولجفي أروقته المتشابكة بحثا عن غموضه الغائر في العمق.
عشنا في يوم من الأيام عهد البداية, زمنا ازدهرت فيه الموسيقى المتشرّبة من نبع التاريخ. ومن ثم تضاعف الزمن وبات بعدد الأماكن التي ولدت الأصوات والتقاليد. ومع سعينا لامتلاك هذه الأزمنة - أزمنة تعود إلى ما قبل الشرق وتلك التي سافرت إلى مواقع أبعد واجتازت مسافات نحو الأممية والتكامل الفلكي - فإن الكونشرتو العربي لم يتخذ شكل ضيف ينزل نزول الصاعقة على التقاليد الموسيقية وأعراف الآخرين. بل أنه يشارك في إنقاذ هذه التقاليد والأعراف من نرجسيتها وادعائها الأناني بأنها تحفل بالقدرة على التعبير البشري والجاذبية الكونية. الموسيقى لا موطن لها، إنها اللغة الوحيدة المشتركة بين البشر والقادرة على التعويض عن سوء التواصل الذي يجتاح المجتمعات المختلفة لغاتها والمنحنية تحت كاهل القمع المتبادل. وفي نهاية المطاف, لا تقبل الموسيقى القسمة المانوية بين الشرق والغرب لأنها أحادية اللغة يعبَّر عنها بلهجات مختلفة. وينبغي على المرء أن يكون قادرا على النطق بموسيقى الشرق وموسيقى الغرب لأن الموسيقى بحد ذاتها هي الزمان والمكان وللاثنين هي المركز والقلب.
إننا نسعى للعالمية لكونها شراكة بشرية بين لغات موسيقية متعددة, وتقاليد وموارد إبداعية, ولأنها التلقيح المشارك للأصوات والنقاط المرجعية الخاصة بالبنى والتقنيات, ولأنها وقت التقاطع واندماج الثقافات, والوقت الذي تولد فيه الكيمياء الجمالية فتعبر حدود المجتمعات والتأريخات الخاصة, والوقت التي تبتكر فيه خصائصها المشتركة البشرية وتعرض قانون منطقها وحساسيتها الجمالية.
هكذا تولدت هذه المعزوفة الموسيقية, المتدفقة من المحتوى التجريدي والسيمفوني المتحضر, والمتوجهة نحو مغامرة رائعة الجمال – مغامرة مبتكرة – ونحو أممية قادرة ومستعدة للتغلب على أي عنصر لا يقهر.
هذه المعزوفة تحمل بصمات مواد محلية, تقليد حميناه بكل جرأة وجسارة ضد الغيبان والابتذال. لقد حصدنا كنوزها المعبرة التي استخدمنا فيها البراعة الموسيقية الحديثة. فانغمس الشرق وجماله الأخاذ في موسيقى العالم لكي يحوّل الشرق, ذلك الذات الثقافي والتاريخي, إلى لغة موسيقية بشرية تعيده إلى مكان في العالم ظلّ حتى اليوم خاويا, وتمكينه من مخاطبة العالم وحساسيته الجمالية الراقية.
إنه موعد موسيقي خصب وتعددي يقاوم الآراء الشائعة أو التصنيفات. إنه حوار لا نهاية له بين الذات والذات, وبين الذات والآخر.
