حمل في قلبه حبه الكبير لفنه ووطنه ، تمتع بروح دمثة وامتلك رؤية فنية لها بعدها الفكري والجمالي تعكس ما كان يعتلج في صدره من هواجس ابداعية ومواقف إنسانية، هو المخرج السينمائي بسام محي الدين حسين الذي استشهد يوم الأحد الخامس من آب عام (2012) عندما اغتالته يد الغدر بالقرب من منزله في جديدة عرطوز.
المخرج الراحل من مواليد طرطوس عام 1955، حائز على ماجستير آداب في الإخراج السينمائي والتلفزيوني بدرجة جيد جداً من الأكاديمية الوطنية للمسرح والفنون السينمائية (كريستيو سرافوف) صوفيا - بلغاريا، عمل في المؤسسة العامة للسينما منذ العام 1984، عضو نقابة الفنانين السوريين،
وعضو في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية التابع لوزارة التعليم العالي، ومؤسس جمعية (آسيريا ثقافة وفن) الهادفة إلى خلق حالة تواصلية مع جيل الشباب ثقافياً وفنياً وأدبياً. قدم مجموعة من الأفلام القصيرة الهامة بدأها عندما كان في بلغاريا حيث أنجز أفلاماً روائية قصيرة، منها (الأرجوحة) عام 1980، (رحلة عمر) 1981، (الرجاء الأخير) 1983، أما في سورية فقدم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما فيلمين قصيرين يندرجان ضمن الإطار الوثائقي الدرامي وهما (العرس) عام 2001 و(القناع) عام 2003، كما أنجز في مؤسسة السينما فيلماً وثائقياً طويلاً بعنوان (صدى الحضارات) مؤلف من ثلاثة أجزاء ويوثق لأهم الكنوز الأثرية والسياحية في سورية مظهراً أهميتها المعرفية والجمالية والحضارية المتجذرة في أعماق التاريخ، وقد عالج عبر أفلامه عموماً الوجع الإنساني وهواجس تتعلق بالعولمة وسياسة القطب الواحد ومحاولة هيمنة الشعوب الغنية على العالم.
