تركز عمل البعثة الأثرية السورية الهنغارية المشتركة “شام” التي أنهت موسم عملها التنقيبي في قلعة المرقب ببانياس على التوثيق الأثري والمعماري للموقع بالإضافة إلى إعداد خطط التنمية لهذا التراث الثقافي الفريد وبيئته المحيطة.
وأوضح المهندس ادمون العجي أحد رؤساء فريق العمل في البعثة في حديث لسانا اليوم أن الموسم هو الخامس عشر للبعثة ضمن مشروع تم الاتفاق عليه بين المديرية العامة للآثار والمتاحف والجامعة الكاثوليكية بازماني بييتر في هنغاريا مبينا أنه تم خلال الموسم الحالي الذي استمر أسبوعين بدءا من مطلع شباط الجاري توثيق المنشآت وآليات التدخل لترميم الموقع مع إعداد مخطط إدارته وإعادة تأهيله إضافة إلى دراسات نظرية عن القلعة ومحيطها فضلا عن القيام بجولات وأبحاث ورفوعات أثرية.
وأشار العجي إلى أن هذا الموسم شهد عودة البعثة لعملها في قلعة المرقب بعد توقف جراء الحرب على سورية مبينا أن العمل في القلعة بدأ منذ عام 2007 واستمرت اعمال التوثيق والدراسات والتنقيب حتى عام 2012 متضمنة أربعة عشر موسم دراسات وتوثيق وتنقيب عبر إجراء موسمين أو ثلاثة في العام الواحد.
وأشار العجي إلى أن المشروع يسعى لتسجيل القلعة على لائحة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” موضحا أنه تم الاستفادة من التقنيات الجديدة والمتطورة لدى الجانب الهنغاري في علم التوثيق والرفع الأثري لتسهيل عمليات التوثيق والإسراع في إنجازها بسهولة وبتقنيات عالية.
ولفت إلى أهمية التوثيق الأثري خاصة في ظل الأزمة التي تتعرض لها سورية من أجل حماية الأثار وتوثيقها مشيرا من جهة أخرى إلى أن الجامعة الكاثوليكية بازماني بييتر قدمت هذا العام خمسون منحة دراسية لجامعة دمشق في مختلف مجالات دراسات الآثار من الدراسات العليا والدكتوراه.
يذكر أن ترأس فريق العمل كل من المهندسين ادمون العجي ومروان حسن من الجانب السوري والدكتور بالاج ماجور من الجانب الهنغاري وبمشاركة خبراء في علم الآثار والهندسة المعمارية وحفظ وإدارة التراث وكذلك مجموعة طلاب من سورية وهنغاريا.
وتقع قلعة المرقب على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس واعتبرها الباحثون الأثريون إحدى أهم القلاع التي بنيت في العصور الوسطى في العالم بأسره كما صنفتها منظمة اليونيسكو قلعة تاريخية مهمة لاحتوائها على تراث إنساني عظيم وسجلت على اللائحة التوجيهية لليونيسكو.
