تميزت لوحات الفنانة الأمريكية جاكي كازاريان في معرضها الذي افتتح مساء أمس في متحف الفنون الجميلة بمشروع دمر بخصوصية استخدام الألوان والمواءمة بين موضوع اللوحة والتقنية المشغولة بها عبر استخدام العديد من الخامات سواء على صعيد سطح اللوحة أو على صعيد اللون.
واقتبست كازاريان الحاصلة على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من مدرسة معهد الفنون بشيكاغو ثراءها التشكيلي من معرفتها العميقة في المجالات العلمية وكذلك من تعاونها مع الراقصين والمؤلفين لخلق تصاميم مسرحية تنبض بقوة الجسد إضافة إلى غنى التقاليد التشكيلية الأرمينية التي تنتمي إليها.
وعبرت الفنانة الأمريكية عن سعادتها بمشاركة الجمهور السوري مفرداتها التشكيلية وجدارياتها التي تملك في صميمها شيئاً قريباً من المفردات البصرية لهم سواء عن طريق هذا المعرض أو عبر ورشات العمل التي تقيمها مع فنانين سوريين.
وقالت كازاريان لوكالة سانا.. أعتبر الفن لغة فيها الكثير من المفردات ولعل مجرد تأمل تدرجات اللون الأزرق في الأفق عند أي بحيرة كفيل بتغيير مفهوم الفنان عن الألوان وحساسياتها المختلفة. بدوره رأى الدكتور علي القيم في هذا المعرض فرصة مهمة للتعرف على أعمال فنانة أمريكية ذات أصول أرمينية تشترك معنا بالكثير من التقاليد ولاسيما أن معرضها يحوي الكثير من المعاني التي تهمنا متمنياً أن تتواصل مثل هذه اللقاءات الفنية لما فيها من خدمة للفن والفنانين.
أما الفنان التشكيلي السوري عصام حمدي فقد عبر لوكالة سانا عن رأيه في المعرض بقوله.. تفاجأت بما تقدمه هذه الفنانة الأمريكية فهي ساحرة بمزج الإكريليك من حيث انها تظهر طبقات اللون فوق بعضها بشفافية تعطي أهمية لجميع الطبقات دون أن يطغى أحدها على الآخر كما أنها حريصة على إظهار كل الألوان من التأسيسي إلى آخر لون على وجه اللوحة.
وأضاف حمدي.. اللوحات لها علاقة بالموسيقا من حيث ترددات الحس اللوني ومن حيث المزج بين الفضاءات الخشنة والناعمة بمعنى أن اللوحة عند كازاريان بمثابة خط موسيقي يأخذ شكل اللون.
وأوضح حمدي أن ما يميز ألوان كازاريان أنها تصنع لونها الخاص بها دون استخدام أي لون جاهز من ماسورة بل إنها تشتغل على الطبقات للحصول على ما تريد إضافة إلى خصوصيتها في صياغة تناغم بين الموزاييك الدقيق الهندسي والدوائر الصغيرة لصنع صيغة من صيغ الفن الحديث.
والفنانة كازاريان حاصلة على شهادة الماجستير عام 1989 من مدرسة معهد الفنون في شيكاغو وشهادة في العلوم عام 1981 من جامعة ديوك وأقامت العديد من المعارض داخل أمريكا وخارجها
