مكتب اللاذقية- طرطوس – سعاد سليمان
قدم محترف الفنان دانيال الخطيب المسرحي وفرقة المسرح الصغير بالتعاون مع المركز الثقافي العربي بطرطوس احتفالية في يوم المسرح العالمي , بمشاركة شباب وصبايا شاركوا في ورشة عمل إعداد الممثل , وأطفال من ورشة للتدريب المسرحي , تحت عنوان :
الفكرة لمن يجعلها أفضل .. مقولة الكاتب المسرحي الالماني برتولد بريخت , على مسرح المركز الثقافي العربي بطرطوس يوم الاحد الماضي الموافق 27 / 3 / 2016 .
وقدم الأطفال عرضا تحدث عن قصة ليلى والذئب .. فيه يروي كل طفل حكاية ليلى بطريقته وأسلوبه ورؤيته للقصة لتتعدد الحكايات...وحيث تحدث كل طفل بطريقته ملقيا حواره بهدوء على جمهور كبير .. كانت الكلمات تضيع عند مسامع الحضور.. في كثير من الأحيان ,  لتبرز براءة الاطفال وعفويتهم وحضورهم الجميل .. ويصل المتلقي معهم إلى مقولة : كل يغني على ليلاه .
أما الشباب فقدموا عرضا يطرح مسألة تشغل المجتمع السوري اليوم .. انتخابات مجلس الشعب وأسئلة تطرح عبر برنامج تلفزيوني : ما البرامج والتطلعات للناخبين وللمرشحين في قالب من الكوميديا السوداء ..  تميز الممثلون الشباب فيه بخفة الدم , والحضور الجميل والموهبة الواضحة ساعدهم في ذلك النص الجميل والسيناريو .. حيث تفاعل الجمهور الذي ملأ الصالة , وصفق طويلا لمجموعة الهواة  طريق الشهرة .
وعلى أنغام العبقري زياد الرحباني تتالت الفقرات في فواصل : الله يساعد , الله يعين .
الفنان دانيال الخطيب وبعد العرض تحدث عن هذا التقليد السنوي للاحتفال بيوم المسرح العالمي في كل العالم منذ 1961، حيث أعلنته اليونسكو عيدا للمسرح , وطلبت من الكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو كتابة أول رسالة موجهة للمسرحيين حول العالم ..
وأنه في عام 1995 طلبت اليونسكو  من الكاتب المسرحي السوري سعد الله ونوس كتابة رسالة العيد إلى المسرحيين ..
مؤكدا أن هذه المنظمة العالمية تختار أشخاصا فنوا أنفسهم في العمل على المسرح , وقاموا بتجديده , وتطويره , واستمراريته .

وقال دانيال في كلمته الارتجالية أمام الجمهور الكبير أنه تم تحديد يوم 15 / 5 من كل عام للاحتفال السنوي بمحترفه المسرحي , هو يوم ذكرى رحيل المسرحي الكبير سعد الله ونوس , وأضاف تعقيبا على فيلم وثائقي كان بدأ الاحتفالية به يصور المحترف وعمليات تأسيسه كمسرح صغير يجمع الهواة من شباب وصبايا وأطفال يرغبون في العمل  بالمسرح لتدريبهم عبر دورات في العمل المسرحي , وأنه أنشأ هذا المحترف وعمل على تطويره بجهود مضنية ليقيم هذه الورشات والتدريب المسرحي للراغبين .
وفي اختتام الاحتفالية .. قام الفنان الخطيب بتكريم شخصيتين هامتين مؤكدا مبدأ تكريم الاشخاص الذين عملوا عبر تجارب قصيرة كانت أو طويلة .. أشخاص هم منارات في سورية

حيث تم تكريم الدكتور طالب عمران من طرطوس الذي عرف بالعمل في مجال الخيال العلمي , والذي قدم العديد من الكتب والمؤلفات في هذا المجال , وألقى مئات المحاضرات .. وقد قال عمران أنه قدم ألفين محاضرة .. لكنه لم يقدم ولا واحدة منها في طرطوس !!
ومن سخرية القدر .. عدم استطاعة المكرم الدكتور عمران القدوم إلى طرطوس لتكريمه بسبب وعكة صحية ألمت به  , واستلم درع التكريم عنه الدكتور محمد الحاج صالح .
الشخصية الثانية التي تم تكريمها في الاحتفالية وائل صباغ صاحب جمعية الدلبة في مشتى الحلو , ومؤسس الملتقى الثقافي العائلي فيها الذي يقيم النشاطات الثقافية والفنية المميزة لأبناء المنطقة وطرطوس تحت شعار : الفن يخلص العالم .ف
وائل صباغ المكرم قال في الاحتفالية أن بداية جمعية الدلبة وفكرتها أتت من حادثة بسيطة في 13 / 6 / 2013 حين وقع جزء كبير من شجرة ضخمة من الدلب قرب منزله .. لتتحول الفكرة التي ولدت للتو إلى عمل ثقافي إذ تم تحويل هذا الجزء من الشجرة إلى منحوتة , قام بها فريق عمل طور عمله إلى جمعية وملتقى ثقافي عائلي معتمدين مقولة : يد في السماء .. ويد في الارض ... مؤكدا نجاح عمل هذه الجمعية والملتقى نتيجة تضافر جهود المجموعة .