|
|
|
|
رحيل الكاتبة والباحثة الاجتماعية السورية منيرة حيدر تاركة إرثا ثقافيا للأجيال اللاحقة |
برحيلها المفاجئ صباح يوم الجمعة الماضي تركت الأديبة الباحثة منيرة حيدر فراغا في الساحة الثقافية السورية بعد أن قدمت العديد من الكتب والابحاث والدراسات المتخصصة وخطط العمل التنموية في عدد من المؤتمرات وكتبت بشكل دوري في صحف ومجلات ثقافية محلية وعربية وأجنبية والقت مئات المحاضرات داخل سورية وخارجها.
حادث سير على اتوستراد المزة بدمشق أودى بحياتها عن سبعين عاما لتدفن أول أمس السبت في مسقط رأسها بقرية بيت ياشوط في ريف اللاذقية تاركة ارثا معرفيا ثقافيا للأجيال اللاحقة وخاصة في مجال تحرر المرأة الذي كان شغلها الشاغل.
تميزت حياة الأديبة الراحلة بالنشاط الانساني وكان هاجسها قضية تحرير المرأة من قيود الذل والاستعباد والتبعية وهذا مايظهر من خلال عناوين كتبها "المرأة الريفية" "المرأة هموم وتطلعات" "نساء ضد التهميش" وكتابها الأخير "رجولة النساء وأمومة الرجال" الذي قالت عنه 00كم هن النساء اللواتي أنجبن ولكن كن فاقدات للحنان والأمومة 00وكم من رجل احتضن أبناءه بسبب رجولة واستهتار امرأة فالقضية أنه لكل مكانه 00الرجل والمرأة يتقابلان ويكملان بعضهما بعضا لا تبعية ولا استهتار.
الكاتب حسن حميد قال في تصريح لوكالة سانا ان منيرة حيدر كانت اديبة دؤوبة على العمل كالنحل وصاحبة نشاط أدبي وثقافي واجتماعي نادر المثال فهي كائن منذور لخدمة الوطن كله وليس لبنات جنسها فقط 00أنها تعيش احداث الوطن ومجرياته وأحواله وتطلعاته لحظة بلحظة00وكتاباتها هي عبارة عن وقفات ونظرات تجول بحرص شديد في الشأن الوطني والاجتماعي والقومي والانساني معا.
وفي كتابها "تحت عباءة الوطن" دعت الأديبة الراحلة الجميع الى أن يستظلوا بعباءة الوطن انطلاقا من أن حرية الوطن لا تكتمل الا بحرية جناحيه المرأة والرجل 00كما تحذر في هذا الكتاب من الدعوات المشبوهة التي هدفت الى تحرير المرأة من عروبتها واسلامها ودفعها الى تقليد المجتمعات الغربية وحريتها الزائفة0 ولم توفر منيرة حيدر خلال مسيرة حياتها الغنية خطوة واحدة في الوصول الى ابعد قرية في سورية لتتعرف الى نساء الريف عن كثب وتقف على أزماتهن النفسية والاجتماعية وتعمل من خلال المناصب التي تبوأتها في الاتحاد النسائي على محو أمية المرأة وتوعيتها وتوضيح علاقتها التكاملية مع الرجل.
وعبر الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب عن أسفه لوفاة الأديبة حيدر التي كانت صديقة نشيطة من أصدقاء الاتحاد ونشرت الكثير من الأبحاث والدراسات في مجلة الاسبوع الأدبي.. وقال " إن رحيلها يعتبر خسارة لواحدة من الناشطات في العمل الاجتماعي بشكل عام وفي منظمة الاتحاد النسائي خاصة وهي واحدة من الأديبات المثقفات المناضلات من أجل تحرير المرأة والوصول بها الى مراتب متقدمة".
نشأت الأديبة الراحلة في أسرة مشهود لها بحضورها الفكري والأدبي والثقافي إذ كان والدها رجلا جليلا معروفا في ريف اللاذقية بنى المدارس وساعد الفقراء وشجع على طلب العلم وهو الذي انار دربها وأضاء روحها00تزوجت باكرا ولها خمسة أولاد أربع بنات وصبي.
ويقام للأديبة الراحلة عزاء في صالة نقابة الأطباء بدمشق يوم السبت القادم 19-5 من الرابعة حتى السابعة مساء للسيدات ومن السابعة والنصف حتى العاشرة ليلا للرجال .. وذلك بعد انتهاء مراسم العزاء في اللاذقية.
|
سانا |
|
الإثنين 2012-05-14 | 17:17:48 |
|
|
|
|
|
|
|