لازالت أصداء الفوز الذي حققه منتخبنا الوطني على نظيره الصيني في مدينة شيان ضمن التصفيات التأهيلية لمونديال روسيا 2018 تتوالى بشكل كبير وتفرض نفسها كحدث بارز في صفحات الصحف العالمية.. وبعد (صن) البريطانية و(آس) الإسبانية، جاء الدور على الصحيفة الأكثر مبيعاً وانتشاراً وشهرة في إيطاليا (غازيتا ديلو سبورت) التي أفردت صفحة كاملة لتتحدث عن الإنجاز الذي حققه منتخب (نسور قاسيون) قبل بضعة أيام..
(سيريان ديز سبورت) اختار لكم أبرز ما جاء في المقال المنشور في عدد الصحيفة الذي صدر صباح اليوم الأحد..
هناك سوريون يربحون
الحرب الأهلية مزقت البلاد لكن المنتخب الوطني يقاوم ويهزم الصين
لم يكن هناك أي مشجع للمنتخب الضيف بين أكثر من 40 ألفاً تواجدوا يوم الخميس في ملعب شيان.. لا أحد راقب محمود المواس بأعينه وهو يحتفل بالهدف الذي سجله.. لم يحتفل أحد بالفوز الذي تحقق على حساب العملاق الصيني في ميدانه..
في خضم الحرب التي تمزق البلاد هناك متسع لكرة القدم، أصحاب القمصان الحمراء والبيضاء حققوا الفوز على الصين في مغامرة جديدة للمنتخب الأول والتي تأتي بعد عام واحد من الاحتفال بنقطة تاريخية حققها منتخب تحت 17 عاماً في بطولة كأس العالم بتشيلي..
المنتخب السوري يحتل المركز الرابع حالياً في مجموعته ضمن التصفيات، ومن أجل بلوغ روسيا 2018 يتوجب عليه أن ينهي التصفيات في أحد المركزين الأول والثاني على حساب إحدى القوتين الكرويتين التقليديتين في آسيا: إيران والصين، دون ان نتجاهل اوزبكستان التي تحتل المركز الثالث والمؤهل للبلاي أوف.. تبدو الأمور صعبة ولكنها ليست مستحيلة بالنسبة للمنتخب الذي يحتل المركز 114 حسب تصنيف الفيفا.
على مدى خمس سنوات لم يلعب منتخب سورية في أرضه، فكانت عمان هي ملعبه، واليوم أصبحت ماليزيا.. وبسبب الفوضى التي عمت البلاد فقد هاجر أكثر من 200 لاعب بحثاً عن فرصة لممارسة كرة القدم لكن العديد من اللاعبين لا زالوا أوفياء للمنتخب الوطني الذي يدربه أيمن الحكيم ومن بينهم عبد الرزاق الحسين الذي يعود في جذوره إلى حلب، ولكنه يتواجد في لبنان حيث يقول: (لم تمنعنا الحرب من أن نتدرب أو نلعب في الدوريات الأخرى كالدوري المغربي والسعودي والبحريني، وعندما نلعب نفكر بشعبنا الذي يعاني، وإن شاء الله سنصل إلى روسيا)..
توقف الدوري السوري في شهر حزيران 2011 ولم يعد بمنظومته القديمة منذ ذلك الحين.. بضع مباريات فقط تقام في دمشق.. اما المناطق التي تسطير عليها داعش فإن الكرة لا تتدحرج أبداً لأن الرياضة تعتبر إثماً..
فيما يعاني كل سوري بشكل يومي من ويلات الحرب، فإن كرة القدم تبدو قادرة على تقديم شيء ما للفتية الصغار، كما يفعل قائد المنتخب السوري السابق زياد شعبو في اللاذقية حيث يقوم بتدريبهم على كرة القدم..
في الربيع الفائت قام باصطحابهم إلى اوروبا، وكانوا ضيوفاً على نهائي دوري الأبطال في سان سيرو.. من بين هؤلاء كان ابن زياد (ماهر) البالغ من العمر 12 عاماً الذي لا يسمح له والده بمشاهدة الأخبار التي قد تتغير في الفترة المقبلة لترسم البسمة على وجهه بعد أن غابت لوقت طويل.. من يدري؟
