أكدت مباراة منتخبنا الوطني امام الصين، مرة أخرى وبما لا يدع مجالاً لأي جدل، أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، قادرة على ان تدخل الفرحة إلى قلوب السوريين رغم المعاناة الكبيرة التي يتكبدونها بشكل يومي، وأنها قادرة على أن تجمع في كثير من الأحيان مختلف الوان الطيف الاجتماعي والتي باعدت بينها الحرب..
لكن غياب القناة الرياضية السورية، والتي شكلت مطلباً رئيسياً للكثيرين ومنذ سنوات عدة سبقت الأزمة، جعل الشارع السوري يلهث وراء تصريح من هنا وصورة من هناك في مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر قنوات عربية وحتى غير عربية ليروي ظمأه ويطلق العنان لفرحته في أمسية الخميس الفائت..
ولم يعد خافياً على أحد أن جماهيرنا الرياضية جاهزة للعودة إلى مدرجات الملاعب، وما شهدناه في نهائي كأس الجمهورية مطلع الصيف المنصرم، وفي عدد من مباريات الدوري الأخرى التي أقيمت في دمشق واللاذقية أو حتى في مباريات ودية أقيمت في حمص وحماه، يؤكد أن قليلاً من الاهتمام الإعلامي قادر على أن يضاعف أرقام هذا الحضور..
ونظراً لقربي من أهل البيت في دائرة البرامج الرياضية، فإنني أعلم علم اليقين أن أحداً لم يقصر في رفع الدراسات اللازمة إلى مركز صنع القرار في هيئة الإذاعة والتلفزيون ومنها إلى وزارة الإعلام عبر السنوات الأخيرة، لكن هذه الدراسات لم تلق آذاناً صاغية، أو لم تجد الشخص المسؤول (المحب للرياضة) والمقتنع بجدوى هذه القناة حتى الآن، ومن هذا المنطلق فإن كلامنا يبقى موجهاً إلى وزير الإعلام الجديد وإلى حكومتنا ضرورة إعادة النظر في قرار إطلاق القناة الرياضية السورية لأن دورها في المرحلة المقبلة من إعادة الإعمار (إعمار الإنسان) لا يقل أهمية عن العملية الكبرى المتعلقة بإعادة إعمار (الحجر)..
لا أحد يطالب هذه القناة ببث الدوريات الأوروبية الكبرى أو مقارعة أخطبوط القنوات الرياضية الفضائية (بي إن سبورت)، فالهدف هو الاهتمام برياضاتنا ودورياتنا وبطولاتنا المحلية في مختلف الألعاب، والرسالة أسمى وأكبر بكثير من أن يتم اختزالها أو الإفاضة في شرحها من خلال بضعة أسطر..
نقترب من العام 2017 وقد سبقتنا الكثير من البلدان العربية وغير العربية إلى هذا (الإنجاز العظيم).. وبات من المعيب أن تتواجد ثماني قنوات فضائية تبث من الأراضي السورية وعدد من القنوات الأرضية المحلية، ليس من بينها قناة رياضية سورية..